وكان معاوية - رضي الله تعالى عنه - غزاها وصالح أهلها على جزية سبعة آلاف دينار فنقضوا عليه، فغزاهم ثانية / فقتل وسبى كثيرا منهم، روي أنّه لما فتحت مدائن قبرس، واشتغل المسلمون بقسم السّبي بينهم (?) بكى أبو الدّرداء - رضي الله تعالى عنه - وتنحّى عنهم ثم احتبى بحمائل سيفه ودموعه على خدّيه فقال له أحد الحاضرين:

أتبكي في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله، وأذلّ الكفر وأهله؟ فضرب على منكبيه وقال:

ويحك ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، فبينما هي قوّة ظاهرة وسطوة قاهرة لهم على النّاس إذا تركوا أمره فصاروا أذلّة وصار حالهم على ما ترى من السّي والإهانة.

وقال أبو عبد الله محمّد بن عبد النّور (?) في كتابه الرّوض المعطار في خبر (?) الأقطار: كان الأوزاعي يقول: إنا نرى هؤلاء أهل قبرس أهل عهد، وإن صلحهم وقع على شيء فيه شرط لهم وشرط عليهم، وإنّه لا يسع أحدا (?) نقضه إلاّ بأمر يعرف به غدرهم (?) ورآى (?) عبد الملك، في حدث أحدثوه، أنّ ذلك نقض لعهدهم فكتب إلى عدّة من الفقهاء يشاورهم في أمرهم منهم اللّيث بن سعد، وسفيان بن عيينة وأبو إسحاق الفزاري، ومحمّد بن الحسن، فاختلفوا عليه، وأجاب كلّ واحد بما ظهر له، قالوا (?) وانتهى خراج أهل قبرس الّذي يؤدّونه إلى المسلمين بعد المائتين من الهجرة إلى أربعة آلاف ألف [وسبعمائة ألف] (?) وسبعة وأربعين ألفا (?) اه‍.

ثم إنّهم (?) هادنوا في الدّولة العثمانية بأداء ما كان مقرّرا عليهم غير أنّهم أخذوا في المكر والخداع وإظهار الطّاعة وإخفاء / الغدر، فيقطعون الطّريق في البحر على المسلمين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015