السّعيدة وأيامه الغرّ الحميدة، وقعت فتوحات عديدة عظيمة، فمن أشهرها وأعظمها فتح حلق الوادي بمدينة تونس تخت سلطنة إفريقية بعد إستيلاء الكفرة اللئام عليها، ولنفرد هذا الفتح بباب لأنه المقصود الأعظم.

ومنها فتح جزيرة قبرس بالسين المهملة (?) /. قال في القاموس في باب السّين:

قبرس جزيرة عظيمة للرّوم توفّت بها أمّ حرام (?) بنت ملحان اهـ‍. وهي (?) من البحر الشامي كبيرة القطر، مقدارها مسيرة ستة عشر يوما، وبها قرى ومزارع وأشجار كثيرة ومواش، وفيها معدن الزّاج القبرسي، ومنها يجلب إلى سائر الأقطار، وبها ثلاث مدن، ومن قبرس إلى طرابلس الشام مجريان في البحر، وبينها وبين ساحل مصر خمسة أيام، ورخاء قبرس شامل وخيراتها كاملة على ممر الأيام، وإنّما سميت بهذا الإسم أخذا من إسم وثن (?) هناك يسمى قابرس (?) كان يعظّمه الكفّار، ويعظّمون لأجله هذه الجزيرة، وأهل قبرس موصوفون بالغناء واليسار، وبها معادن الصفر، ويجمع منها اللاّذن (?) الحسن الرائحة الّذي يغلب العود [في] طيبه إذا جمع من فوق شجره (?) خاصة فيحمل إلى سلطان القسطنطينيّة لأفضليته، وما تساقط منه على وجه الأرض يباع للناس.

وكانت أمّ حرام (?) بنت ملحان الصّحابية - رضي الله تعالى عنها - شهدت غزوة قبرس فتوفّيت بها، فأهل قبرس يتبرّكون بقبرها، ويقولون: هو قبر المرأة الصّالحة، كانت سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين سمعته يقول: «يركب ثبج هذا البحر أناس من أمّتي ملوكا على الأسرّة»، الدّعاء أن يجعلها منهم، فدعا لها، وهو حديث معروف أخرجه رجال الصّحيح (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015