الدّين باشا (?) بنحو خمسمائة غراب مشحونة بعساكر البحر إلى أن نزل بمخيمه المنصور على أولونية (443) في سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة (?) واستباحها أسرا ونهبا، وافتتح من حصون ذلك البحر أربعة وثلاثون حصنا حصينا هدمت إلى الأساس وقتل من فيها، وغنم المسلمون من الكفّار ما لا يحصى من الأموال والسّبي.

وآخر غزواته الكبار - رحمه الله ورضي عنه - غزوة سكتوار (?)، وكان ذلك عند ما أصابه مرض النقرس فتألم به أشدّ الألم وهو يظهر الجلد والقوة ارهابا للعدوّ، فمنعه حكيمه من السفر فأبى وقال: أريد أن أموت غازيا في سبيل الله، فبرز بجيوشه المنصورة سنة أربع وسبعين وتسعمائة (?)، فنزل على قلعة سكتوار (449)، وهي من أعظم قلاع الكفار فأحاط عساكره بها، وكانت في غاية من الحصانة، واسعة شاسعة مكينة راسخة مشحونة بالآلات الحربية، وشجعان الكفّار وأبطالها / فضايقهم المسلمون فبرز الكفار للقتال، فاشتدّ النزال، ووقع في الكفرة الزلزال، فقبل الإنفصال إشتدّ بالسّلطان - رحمه الله - مرضه، وغمرته غمرات (?) الوفاة، وهو مع ذلك - رضي الله تعالى عنه - يلهج إلى الله القريب المجيب بطلب الفتح القريب، فاستجاب الله دعاءه فأضرمت النّار في خزانة بارود الكفّار المخزونة بالقلعة، وكانت موفورة عندهم مهيّأة لقتال المسلمين، فأصابها شرر من النّار إجابة لدعاء ذلك الرّوح المقدس، فأخذت جانبا كبيرا من القلعة فرفعته إلى عنان السّماء، وزلزلت الأرض زلزالها إلى تخوم الأرض السّفلى، وتطاير جلاميد صخور الحصن، ورمت النّار بشرر كالقصر من جدران ذلك الحصن، والتهبت النّار وتزايد الدخان حتّى امتلأ الفضاء فضعفت طائفة الكفر وعذّبهم الله بنار الدّنيا {وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى} (?) فتزاحم الشجعان بآلات الحرب مع صدق النّيّة والإعتماد والتّوكّل على الله تعالى، وطبول الحرب ونيرانه تضرب، وتحاملوا على الكفّار حملة رجل واحد، وتعلّقوا بأطرف القلعة، وهجموا عليها من فوق الأسوار، واستشهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015