مصطفى باشا الوزير، فوقع بينه وبين القبودان (?) مخالفة أدت إلى منازعة فأفشلوا (?) كما توعّد الله على ذلك {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (?) فرجعوا بغير طائل لأمر أراده الله.

فالنّاس إلى الآن في مدافعة ضررهم ومقاساة أهوالهم وخصوصا أهل صفاقس فإنهم معهم في محاربة شديدة والأخذ والقتل من الجانبين لما أن الحرب سجال، ولعلّ في ذلك خير وخيرة لأن ممارسة حرب العدوّ يورث شهامة ونشاطا بخلاف النشوء على المسالمة والعافية فإنه يوجب خورا في الطّبع وجبنا في النّفس وفشلا عند ملاقاة (?) العدوّ وعجزا ويختار الله لعبده ما لا يختاره لنفسه، وفيه أعظم الفوائد وهي ملازمة الغزو والجهاد والرّباط والرجوع بإحدى الغنيمتين: مال أو شهادة، والأجر حاصل / على كلّ حال.

وكان فتح رودس لستّ مضين من شهر صفر الخير سنة تسع وعشرين وتسعمائة (?)، وأرخوا بذلك بقوله علت كلمته {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ} (?).

وفتح أيضا عدة قلاع في ذلك العام منها استان كوى (?) وقلعة بودرم (?) وقلعة أودوس (?) وغير ذلك من القلاع.

ومن غزواته المشهورة غزوة أولونية (?) المعروفة بكورفس (?) من أتباع إسبانيا (?)، توجه إليها في البرّ بركابه العالي وأرسل لطفي باشا في البحر والقبودان (?) خير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015