أخذ سليم الأوّل لمصر:

ثم بعد الفراغ من إصلاح الشّام، وتفقد أحواله إنتقل لإصلاح مصر وتفقد أحوالها، فتوجّه مسافرا لها، فلمّا حاذى (?) القدس والخليل إنفرد ببعض خواصه متوجّها لزيارة الخليل وبيت المقدس وزيارة المشهور من الأنبياء والمرسلين، وأحسن إلى أهل القدس والخليل، وجعل كلّما وصل إلى بلد أحسن إلى أهله وأظهر فيهم العدل وأزال ظلم الظالمين عن الخاصّة والعامّة، وكان لمّا انهزم (?) الغوري فرّ بقية (?) من عسكره إلى مصر وولّوا عليهم الدّوادار (?) / الكبير مقدّم ألف طومان باي، ولقّبوه بالملك الأشرف واجتمعوا عليه، وحشدوا ما قدروا عليه، وبرزوا إلى الريدانية خارج مصر (?) ونصبوا المدافع، وتهيؤوا لقتال السّلطان سليم، فأخبرته العيون بصنعهم فعدل إلى ميسرتهم (?) وجاء من خلف جبل (?) المقطّم من وراء عسكر الجراكسة، فما أغنى عن الجراكسة تدبيرهم شيئا، بل كان سعيا في تدميرهم فانهزموا ورجعوا منكسرين، ودخل السّلطان سليم مصر بعساكره ونزل بساحلها في الجزيرة الوسطانية، وطاف عسكره بالبلد، وأمّنوا الناس، وأزالوا عنهم الخوف والبأس، إلاّ من كان من الجراكسة، فكلّما ظفروا بواحد منهم أمر بضرب عنقه، فعفنت الأرض والنّيل من جيفهم، وأحضر طومان باي أسيرا فأمر أن يركب على بغلة (?) ويطوف (?) بالعسكر ويمضي به إلى باب زويلة ويصلب فيه ليراه الناس بأعينهم، ويصدقوا بأنه مسك، وصلب لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة (?)، ورتّب بها القضاة الأربعة، فولّى كمال الدّين الطّويل قضاء الشافعية، ونور الدّين علي بن ياسين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015