الذي يسّر لي أن صرت خادم الحرمين الشريفين، وأظهر الفرح والسرور بتلقيبه بهذا اللقب المنيف (?) والاسم الشريف، وخلع على الخطيب الخلع المتعددة وهو على منبره، وزاد في إحسانه بعد ذلك، ثم أقام بحلب أيّاما يسيرة وهو يمهّد الملك (?) ويجري أحكام العدل والسياسة، ويحسن إلى العرب والعجم من كافة الأمم، ثم انتقل بجيوشه إلى الشّام، فعاملهم بالإكرام معاملة أهل حلب، وأمر بعمارة قبة (?) الشّيخ محيي الدّين ابن عربي - رحمه الله تعالى - وأوقف عليه مرتبات كثيرة وجعل] له [مطبخا يطبخ فيه الطّعام للفقراء المجاورين للضريح المذكور، وجعل عليها متولّيا وناظرا لجمع غلات الأوقاف ويصرفها (?) في وجوهها حيث ما عيّن السّلطان (?).

وهذا الشّيخ محيي الدّين هو الّذي / نوّه (?) بشأن السّلطان سليم تنويها عظيما ونصّ عليه وعلى وقائعه وفتوحاته ونصره وتمكين الله له في الأرض، فمن جملة ما نصّ عليه ما وجد على قبره، وذلك أن السّلطان أوّل ما وصل إلى المدينة وجد عند بابها تلاّ عظيما من مزابل النّاس الّتي يطرحونها خارج البلد حتى كادوا يزاحمون الباب ويغمرونه في المزابل، فأمر السّلطان بإزالة تلك المزابل في الحين ليفرج عن باب المدينة، فما زالوا يزيلون شيئا فشيئا حتى انكشف لهم قبر الشيخ، وإذا عليه مكتوب: إذا دخل السين الشين ظهر محيي الدّين، ففسّره أهل المعرفة بكلام الرّموز بأنه إذا دخل السّلطان سليم الشام ظهر أمر الشّيخ محيي الدّين (?)، فأظهر السّلطان أمر الشيخ غاية الظّهور، ولم يزل إلى الآن أمره قائما ظاهرا ببركته، وبركة السّلطان سليم - رحم الله الجميع ونفعنا بهم وببركاتهم وبركات أمثالهم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015