ظلما لا ينفع من جمعه بل يكون سببا لهلاكه لأن القدرة غيورة. قال الشّاعر:

[الطويل]

ألا إنّ مالا كان من غير حلّه ... سيخرب يوما دار من كان جامعه

وأبطل في أيامه الإرث فإذا مات أحد أخذ الغوري جميع ماله وترك أولاده عالة (?) يتكففون ومن رفق بهم أبقى لهم شيئا يسيرا يسدّ الرّمق، فاشتد طلبه على الحطام الفاني، وتهالك على الظلم والفساد فعتا عتوا كبيرا، فاستجاب الله تعالى فيه دعاء المظلومين بقطع دابره، وذلك إنه لمّا سمع بخروج السّلطان سليم لقتاله جمع الغوري جنوده وخزائنه وخرج إلى حلب لملاقاة السّلطان سليم. فلمّا التقى الجمعان بمرج دابق (?) قرب حلب إشتد القتال بين الفئتين، وقامت الحرب على ساقها ودارت (?) الدّائرة على الّذين ظلموا، ونصر الله من نصر دينه فغار (?) الغوري (?) تحت سنابك الخيل ولم يظهر له خبر إلى الآن وذهبت ظلمات ظلم الجراكسة، فكانوا هباء / منثورا، وكأنهم لم يكونوا شيئا مذكورا.

فأقبلت (?) رايات السّلطان سليم على قلعة حلب الشّهباء، فطلب أهلها منه الأمان، فأجابهم إلى القبول لطفا وكرما، فخرجوا إلى لقائه بالمصاحف وهم يجهرون (?) بالتّسبيح والتّكبير يتلون: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى} (?)، فقابلهم بالإحسان والإكرام، وتصدّق بأنواع الصدقات، وحضرت صلاة الجمعة فخطب الخطيب باسمه الكريم، ودعا له ولآبائه وأسلافه، وبالغ في المدح والتّعريف، فلمّا سمع قول الخطيب في وصفه «خادم الحرمين الشريفين» سجد شكرا لله تعالى وقال: الحمد لله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015