وعادت على تلك الوجوه كباوة ... وحلّ بها بعد الرّفاهة دود

وكم قهروا من لوذعي سميدع ... وساعدهم دهر هناك مديد

لقيتهم يوم الثلاثاء بكرة ... وقد قارئتكم للإله سعود

وخضت إليهم غمرة البحر في الضّحى ... بحرب له شمّ (?) الجبال تميد

وجللت وجه البر بالخيل فوقها ... ليوث ترى (?) منها الليوث تحيد

وكنت أشد الناس حزما (?) وجرأة ... وكم لك في حوض الحروب ورود /

أتوا وكأنّ اللّيل أكناف جيشهم (?) ... دروعهم مثل البصائر سود

فكنت إليهم أوّل الناس راقيا (?) ... وجرّدت (?) سيفا والصّقال جديد

فكان كنجم والمحارب قادر (?) ... عنيد إليه بالنّكال يريد

وثبّت (?) ذاك الجيش رجلا تجلّدا ... فطارت بريش النّبل منه (?) جلود

بعثت إليهم عسكر الموت أسهما ... فأمسى به للعاويات (?) يجود

وعادوا كلمح الطرف جلدا ممزّقا ... وما منهم إلاّ لديك (?) حصيد

ولم تغن شيئا كثرة الجمع عنهم ... وزاد نوح منهم وعديد

ولما تولّوا مدبرين وللضنا ... انبساط إلى تلك الظّهور مديد

أقمت عليهم قائم السيف حاكما ... فكلّ قضاء جار فيه سديد

فصيرتهم قسمين وهو بوسطهم ... يقول: هم قتلى لكم وعبيد

فدونكم أبناءهم ونساءهم ... وأموالهم ما دون ذاك عنيد

ولمّا اصطففتم والخيول صواهل ... ترجّع في نغماتها فتجيد

وعنفت سيفا قط لم يأل فاعتدى ... وحمرة خديه لديك تزيد

فحكّمته فيهم وكان مطاوعا ... فقدّت رؤوس منهم وقدود

رآى البيض من فوق الرّؤوس فظنّها ... لآلي تهويها (?) وحقك غيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015