أول أملاكهم محمّد ... وهو الأمير الغالب الموحّد (?)
قد لمّ شمل الدّين من شتات ... والرّوم تستولي على الجهات
فنعش الدّين به لمّا عثر ... ونظم السلك وقد كان انتشر
وثار في أرجونة لنفسه ... وكان شهما غرة في جنسه
ودخلت في أمره جيّان ... واغتبطت بقربه الأعيان
وأوجبت طاعته الحصون ... فالخوف أمن والحمى مأمون
فاطرد السّعد بها واكتملا ... واستوسق الأمر بها وكملا
وأحكم السلم سريعا وعقد ... وصارت الذئاب ترعى والنّقد
واستكثر العدد فيها والعدد ... وكل من قدم مصياجا وجد
وكانت وفاته - رحمه الله تعالى - يوم الجمعة التاسع والعشرين لجمادى الثانية من عام أحد وسبعين وستمائة (?).
فتولّى بعده وليّ عهده ولده محمّد، وهو من أعظم الملوك قدرا، وأبعدهم صيتا، وأعلاهم فخرا، وأرسخهم في السياسة قدما، وأسرعهم إلى المكارم تقدما، وهو الذي استصرخ السّلطان أبا يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني لما طغا عليه النّصارى - كما تقدم - ثم خلا له الجوّ، وأنام الأنام في ظلّ الأمان، وأجابته الآمال، حتى حضرت منيته ليلة الأحد ثامن شهر شعبان من عام أحد وسبعمائة (?) وهو يصلّي - رحمه الله تعالى -.
وولي من بعده ولي عهده ولده محمّد، فكان ملكا جليلا، وملك أسطوله سبتة ليلة الخميس السّابع والعشرين من شوال سنة خمس وسبعمائة (?) وكان كثير الأسقام في جسمه، فاستغلب وزيره، فخلعه أخوه يوم عيد الفطر من عام ثمانية وسبعمائة (?)، وقام بالأمر أخوه الذي خلعه، وهو نصر، فكانت أيّامه أيام نحس مستمر، ووقعت على المسلمين في أيامه وقائع من عدو الدّين، فقام في مالقة ابن عمّه فرج بن اسماعيل بن