يوسف بن نصر، ففسد ما بينهما، ونصب فرج ولده اسماعيل إماما للناس، وأغراه بطلب الأمر إلى أن تحصّل له الأمر بعد حروب وحركات، واستولى / اسماعيل على ملك الحضرة، واستنزل نصرا منها على عهد إلى مدينة وادي آش، فانتظم له ملك الأندلس غلس اليوم السّابع والعشرين لشوال من عام ثلاثة عشر وسبعمائة (?)، وفي غرة ذي القعدة دخل الحمراء دار الملك، وأقام نصر - رحمه الله - بوادي آش مقيما للرسم بين حرب وسلم، إلى أن توفي سادس ذي القعدة من عام اثنين وعشرين وسبعمائة (?).

واستبدّ بالأمر اسماعيل، وهو السّلطان الكبير الشأن، وفي أيّامه كانت الوقيعة الشهيرة بملكي الرّوم (?)، في المرج (?) بحضرته بعد أن أجليا واستوليا على كثير من البلاد فأتاح الله لهذا السّلطان عليهما وقيعة عظيمة حصدت منهما الشّوكة، وسدلت على المسلمين العصمة وقتل الملكين المذكورين يومئذ، وطارت الأخبار إلى أقاصي بلاد المسلمين، وكانت هذه الوقعة في اليوم الخامس (?) لجمادى الأولى من عام تسعة عشر وسبعمائة (?)، «وغدر به أقاربه فأوقعوا به جراحات دهش منها، فعاجل بالقتل من غدر به ثم توفي السّلطان إثر ذلك ضحى يوم الاثنين السّابع والعشرين من شهر رجب عام خمسة وعشرين» (?).

وأخذت البيعة لولده محمّد فتغلّب عليه وزيره، وهكذا تتابع الأمراء بالأندلس دائما في شدّة ورخاء من بعضهم لبعض ومن عدو الدّين، واستمر أمراء بني نصر إلى أن تغلّب عليهم النّصارى فأخذوها وأخرجوا / من بها من المسلمين حسبما تأتي الاشارة إليه إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015