فتولى بعده ولده أبو يعقوب يوسف فكان ملكا جليلا، فبدأ أمره أولا بالجواز للأندلس، فجاهد أعداء الدّين، وأفنى جموعهم، وثلّ عروشهم وبادر سلطانها ابن نصر للقائه فجدّد معه الودّ (?) ثم رجع إلى محاصرة تلمسان وصيّرها دار ملكه (?) وأناخ عليها بكلكله وابتنى بها القصور والرّباع والمساجد (?) ولازم المدينة بالحصار سبع سنين حتى ذهبت الأوماق وعجزت الحيل، ونفذت الأقوات، فبينما السّلطان مبتذل بين نسائه اذ دخل عليه عبد من أخابث الخصيان القصر وبيده مدية فضربه ضربة مزّقت معدته، وولى هاربا، فكاد يفلت ويدخل البلد المحصور لولا أنه عوجل، وعاش السّلطان بقية يومه ثم مات (?).
فتولى بعده حفيده ولد ابنه أبو ثابت عامر ابن عبد الله بن يوسف بعد أن فتك بعمّه أبي يحيى، وشرع في الارتحال من تلمسان إلى مدينة فاس، وبادر إلى معاضدة المحصور موسى بن زيّان بتلمسان والافراج عنه، فأتاهم (?) الفرج من حيث لم يحتسبوا وكتبوا على سكتهم بعدها: ما أقرب فرج الله.
وكان أبو ثابت هذا جريئا سفّاكا للدماء (?)، فعاجله الحمام على عادة الله في (?) كل من يعتدي في الدّماء فقصرت مدته (?). /