وتولّى الأمر أخوه السّلطان أبو الربيع سليمان، فاستقرّ حاله وصارت إليه سبتة وما يليها مما كان تغلب عليه الأندلسيون، في صفر عام تسعة وسبعمائة (?)، وتوفي بتازا في جمادى الآخرة من عام عشرة وسبعمائة (?).
ثم تولى بعده أخو جده أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق، بويع بعده، فكانت أيّامه أعيادا ومواسم، وصرفت إليه الجزيرة ورندة ومربلة من بلاد الأندلس لما استصرخ لنصرها، فأجاز إليها الحصص وكان تصييرها إليها منتصف ذي الحجة من عام سبعة وعشرين وسبعمائة، وكان قد أطلق يد ولده عمر في الملك، واتّبعه النّاس فرجع في بعض حركاته إلى مدينة أبيه فملكها عليه، وناهضه وخرج إلى لقائه، فكان اللقاء بالقرمدة من أحواز تازا، فانهزم السّلطان فدخل تازا جريحا مفلولا وحاصره ابنه، ثم أقلع عن مهادنته وأصابه مرض اختلّ به أمره، فنازل عليه البلد الجديد أشهرا، ثم خرج عن عهده وسار إلى سجلماسة معوضا بها (فأقام بها) (?) إلى أن توفي أواخر ذي القعدة سنة احدى وثلاثين وسبعمائة (?).
وقد عهد لولده غير عمر، وهو الأمير أبو الحسن علي بن عثمان، فبادر إلى منازلة أخيه عمر فظفر به وقتله وبعث الجيوش إلى جبل الفتح فنازله حتى فتحه، ونال الفخر والأجر وكان نسيج (?) وحده في العزّ والجلالة وبعد الصيت وفخامة (?) / الآثار، فمهّد الملك وأسدى المنن، وبنى المدارس الظريفة، والمباني الشّريفة، وقطع دهره في الجدّ فلا يرى إلاّ في مجلس معظّم إمّا لتدبير أو علم يدرس أو لحراسة بلد أو نسخ قرآن أو عرض حزب أو اصلاح عدة معدّة لحرب، ولما نازل أبو تاشفين أمير بني زيّان مدينة بجاية،