للقائهم وقد جمع من الجموع ما لا يعد، وكانت الوقعة على الرّوم بظاهر إستجة (?)، فاستأصل من الرّوم ما يفوق ثمانية آلاف، منهم زعيمهم ذا النّون، فقتل وطيف برأسه على البلاد، ثم قسّمت الغنائم في عساكر المسلمين، ثم توجّه إلى جهاد حمص (?) ثم إلى شريش ثم نزلوا بأعلى قرطبة فدوّخوا وأحرقوا وقطعوا آثار الكفر حيث وجد، ثم عبروا إلى الزهراء ثم نزلوا على جيّان ولمّا طوّع البلاد، ومهّد الأطواد، دخل بين أبي يوسف المريني وبين محمد بن نصر جماعة بالفساد، وذلك أن بني اشقيلولة (?) الرؤساء بمالقة ووادي آش وقراش كانوا قد خرجوا عن طاعة محمد بن نصر (?)، فلمّا جاز الأمير أبو يوسف إلى الأندلس لحقوا به ونصحوا له وأغروه بابن نصر سلطانهم فأفسدوا ما بين أبي يوسف، وابن نصر، وكان آخر أمرهم أن خرجوا له عن مدينة مالقة (?) فملّكوها السّلطان أبا يوسف، فولى عليها عاملا من قبله فضاق ذرع ابن نصر بذلك، وأعمل الحيلة في استنزال عامل (?) أبي يوسف بمال بذله وعوّضه عن مالقة بحصن شلوبانية (?)، ثم تدارك الله أمر المسلمين بصلاح ذات بينهم / واتصال أيديهم، ولولا فضل الله ورحمته لحلّ بابن نصر (?) ما حلّ بابن عبّاد من يوسف بن تاشفين، وتوفي السّلطان أبو يوسف المريني بالجزيرة الخضراء سنة خمس وثمانين وستمائة (?).