لعبد الحق من الولد ادريس وعثمان وعبد الله ومحمد وأبو يحيى [أبو بكر] (?) ويعقوب، فلمّا توفي عبد الحق تولى بعده ابنه عثمان ثم بعده محمد، ثم بعده أبو يحيى [أبو بكر] فمات حتف أنفه (?) بفاس في رجب سنة ست وخمسين وستمائة (?).

أبو يوسف يعقوب:

وولي بعده رابع الأخوة أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق، وهو الذي استخلص جميع ملك بني عبد المؤمن من المغرب الأقصى، وسبب ذلك ما تقدمت الاشارة إليه أنه لمّا تولى المرتضي من بني عبد المؤمن في آخر دولتهم كانت بينه وبين بني مرين وقائع وحروب فالتحق أبو دبوس آخر بني عبد المؤمن بسلطان المرينيين وانتدبه إلى اجتثاث المرتضي وعاهده على تسليم شطر ما يناله، فعقد له الجيوش وتحرك إلى آخر ما تقدم في انقراض دولة بني عبد المؤمن (?).

ولمّا تملّك أبو يوسف يعقوب المريني بمرّاكش (?) وجميع أملاك بني عبد المؤمن شاع صيته في الأقطار، وكان المسلمون بالأندلس في تلك المدّة عظمت فيهم نكاية عدو الدّين، وكان ملك الأندلس اذ ذاك محمد بن محمد بن نصر فاشتد عليه الالتحاق وذهبت عنه أوجه الحيل، فاستصرخ أبا يوسف يعقوب المريني المترجم، فأجاب / الدّاعي وابتدر الجهاد في أوائل عام اثنين وسبعين وستمائة (?)، فعبر البحر إلى جزيرة طريف، وعجّل السير إلى الوادي الكبير من قبل أن يسبق للروم التدبير، فقتل الكفّار في بطاحها، وعجل محمد بن نصر المسير إليه، وكان زعيم النّصارى ذا النّون (?) فاستعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015