عشر ميلا هي عرض المجاز. وبين جزيرة طريف وقصر مصمودة اثنا عشر ميلا هذا ما ذكره في «النزهة» (?) و «خريدة العجائب» (?).

المدّ والجزر:

ونقل (?) الشيخ محمد بن محمود القزويني (?) في «عجائب المخلوقات» عن كتاب «أخبار مصر» أنه بعد هلاك الفراعنة، كان بمصر ملوك بني دلوكة، وكانوا أصحاب رأي وكيد، فطمع ملوك الرّوم في ملك مصر، فاحتال بنو دلوكة في شق البحر المحيط من المغرب وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك (?) العظيمة، وامتدّ إلى الشّام وبلاد الروم، وصار حاجزا بين بلاد مصر والرّوم وهو الخليج الذي في زماننا هذا على أحد ساحليه المسلمون، وعلى الآخر النصارى من الإفرنج. وهناك مجمع البحرين وهما بحر الرّوم والمغرب عرضه (ستة فراسخ وطوله خمسة) (?) فراسخ، وفيه يظهر مد ماء البحر، وهو (زيادته وجزره وهو) (?) نقصانه في كل يوم وليلة كل واحد مرتين. وذلك أن البحر الأسود وهو بحر المغرب عند طلوع الشمس يعلو فينصبّ في مجمع البحرين حتى يدخل في بحر الرّوم وهو البحر الأخضر إلى وقت الزوال. فإذا زالت الشّمس غاض البحر الأسود وانصبّ فيه البحر الأخضر إلى غروب الشّمس ثم يعود المدّ إلى نصف الليل ثم الجزر إلى طلوع الشّمس (?) وهكذا، وقال قبل ذلك (?): تعرض للبحار أحوال عجيبة من ارتفاع مياهها ومدّها وهيجانها في أوقات مختلفة من الفصول الأربعة، وأوائل الشهور وأواخرها، وساعات الليل والنهار. وأما ارتفاعها فزعموا أن الشّمس إذا أثرت في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015