المهندسين، وقصد مكان الزقاق، وكان أرضا جافّة فأمرهم بوزن سطح ماء البحر المظلم، وسطح ماء البحر الشامي، فوجدوا سطح ماء البحر المظلم يشف علوه على سطح ماء البحر الشامي بشيء يسير، فأمر برفع البلاد التي على ساحل البحر الشّامي من جميع جهاته ونقلها من أخفض إلى أرفع، ثم أمر أن تحفر الأرض التي بين بلاد طنجة وبلاد الأندلس. فحضرت الفعلة وحفرت حتى وصل الحفر إلى الجبال التي في أسفل الأرض، وبنى عليها (?) رصيفا بالحجر والجيار أفراغا من ناحية الأندلس وكان طول البناء إثني عشر ميلا وهو بعد ما بين البحرين من المسافة. وبنى رصيفا آخر يقابله من ناحية أرض طنجة، وكان بعد ما بين الرصيفين ستة أميال فقط. فلما أكمل الرصيفين حفر من جهة البحر المظلم مدخلا للماء، فدخل ومرّ ماؤه بقوّة سيله بين الرّصيفين حتى دخل للبحر الشّامي، فارتفع ماؤه كثيرا لأن ارتفاع سطح المظلم وإن كان قليلا لكنه لعظمه بالنسبة للشّامي يعلو سطح الشّامي كثيرا لصغره بالنسبة للمظلم، وغرقت مدن كثيرة كانت على سواحل الشّامي فهلك من كان بها وارتفع الماء فوق الرصيفين نحو إحدى عشرة قامة.

فأما الرّصيف الذي يلي بلاد الأندلس فإنه يظهر في أوقات صفاء البحر في جهة الموضع المسمّى بالصّفيحة ظهورا بيّنا طوله على خط مستقيم، وأهل الجزيرتين (?) يسمّونه القنطرة.

وأما الرصيف الآخر الذي كان في بلاد طنجة فإن الماء حمله في صدره واحتفر ما خلفه من الأرض (قدر اثني عشر ميلا) (?) وما استقرّ حتى وصل الجبال من كلتا الجهتين. وطول هذا المجاز المسمّى بالزّقاق اثنا عشر ميلا وعلى طرفه (ببر الأندلس) (?) من جهة المشرق الجزيرة الخضراء، وعلى طرفه في (?) جهة المغرب جزيرة طريف ويقابل جزيرة طريف (في الجهة الثانية من برّ العدوة مرسى قصر مصمودة) (?) ويقابل الجزيرة الخضراء من بر العدوة مدينة سبتة [وعرض البحر] (?) بين سبتة والجزيرة الخضراء ثمانية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015