إلى غزواته وخلى البلد من الجند، وثب هو (?)، فملك القصر وأخذ بيعة النّاس لنفسه، وبلغ الخبر ابن أبي عامر فقفل ظانّا أن الريح تنشاله، فقتل لمّا خذله النّاس.

فلمّا استوسق الأمر للمهدي أظهر جنازة ادّعى أنها جنازة هشام، وخالف أمراء عسكره البربر، فنافروه، وبايعوا سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمان النّاصر [ولقّبوه بالمستعين بالله] (?) واستعان بالجلالقة (?)، / وقصد قرطبة فنالها، ولم يطق المهدي مدافعته فاتّقاه بالانخلاع، وأخفى نفسه إلى أن لحق بطليطلة، فاستجاش أيضا بجمع الرّوم (28) وزحف إلى قرطبة فكان له الظّهور على سليمان، وجمع البربر وأزعجهم، فانتدبوا إلى حوز الخضراء، وخيّموا بوادي جازوت (?) يرومون الجواز إلى بلادهم، وتبعهم عقب الظّهور عليهم المهدي، وناجزهم الحرب فاستماتوا واستبصروا في حربه، فنصرهم الله عليه، وهزموه أقبح هزيمة (?)، وتبعوه إلى قرطبة وحاصروه واختلّت أحواله، وأعملت عليه الحيلة، فقتل.

وأخرج هشام المؤيّد للناس فلم يستقم الأمر [وقتل] (?).

واستولى سليمان بن الحكم أمير البربر على الخضراء فظهر عليه علي بن حمّود بن ميمون بن علي بن عبيد الله بن عمر بن أدريس بن أدريس بن حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - يقال إن هشاما المحجوب لمّا شعر بالهلاك خاطب ابن حمّود بسبتة يستنصر به ويقلّده دمه والطّلب بثأره، ويفضي إليه بعهده، فتحرّك سنة خمس وأربعمائة (?) وبرز إليه سليمان بن الحكم فانهزم سليمان وقبض عليه وعلى أخيه وأبيه وسيقوا إلى علي بن حمّود فضرب أعناقهم بيده وفاء لهشام.

وتمّت البيعة لعلي بن حمّود، وكان فظّا شديدا، اغتاله صبيته من مماليكه الصقالبة في الحمّام، فقتلوه غرة ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015