وتولّى أمره من بعده أخوه القاسم، ثم نازعه يحيى بن علي بن حمّود / وفرّ من قرطبة وتملّكها منهم طائفة كثيرة، فاجتمع الموالي العامريون بشرق الأندلس على مبايعة عبد الرّحمان بن محمد الملقّب «بالمرتضي» وتحركوا به فنزلوا غرناطة وبها أمير صنهاجة فناجزهم الحرب فهزمهم، وقتل الخليفة المرتضي، ولمّا أعيى الناس نزاع بني حمّود بقرطبة بايعوا من بقايا المروانيّة أبا البقاء عبد الرحمان بن هشام بن عبد الجبّار، وكان ذكيّا أديبا بارعا، ولم يكن له عيب إلاّ أن نقم العامّة عليه لايواء طائفة من البربر، فوثبوا عليه ولم يشعر إلاّ وقد تسوّروا عليه من فوق حيطان القصر، فقتل وبويع لابن عمّه «المستكفي» وهو محمّد بن عبد الرحمان [بن عبيد الله بن] النّاصر، فلم يضطلع بالأمر، وأخلد إلى الرّاحة فضعف أمره، واتّفق الملأ على خلعه فخرج على وجهه مستترا، فهلك بحصن أقليش (?)، وكانت دولته سبعة عشر شهرا (?).
فقام [وصار أهل قرطبة إلى طاعة المعتلي، ثم نقضوها وبايعوا] (?) هشام بن محمد من ولد النّاصر أخو المرتضي (?) وكان مقيما بحصن البنت لجأ إلى أميره (?) عند هلاك أخيه المرتضي وبويع (?) له بقرطبة سنة عشرين وأربعمائة (?)، واستدعي من حيث ذكر، وتقلّد الأمر في سنّ الشّيخوخة وقعد على سرير الملك، ثم اجتمع الملأ على خلعه، وهو آخر الأمويين (?).