مدينة الزّهراء، وله الأثر في مسجد قرطبة وجسرها وغير ذلك (?)، وكانت وفاته سنة خمسين وثلاثمائة (?).

وولي الأمر بعده ولده الحكم بن عبد الرحمان الملقب «بالمستنصر بالله» أبو العاص، ولي الملك [وهو] ابن خمسين سنة، وبلغ من تناهي الجلالة وحسن السّيرة وبراعة العلم وتخليد الآثار ما لم يبلغه أحد من قومه، ثم توفي سنة ست وستين وثلاثمائة (?).

وبويع بعده لولده هشام المؤيد وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وعليه انشقت عصا الأمّة، عقد له البيعة أبو عامر محمّد بن أبي عامر المعافري، وجرت عليه / حجابته وحجابة ولديه من بعده إلى أن مضى لسبيله، ولم تتحقق وفاته (?).

وهذا محمّد ابن أبي عامر تلقب «بالمنصور» (?)، وكان صاحب السّياسة المشهورة، والغزوات العظيمة التي دوّخ بها البلاد، وروّع الأقطار، وسبى المدن، ذكر أنه انصرف من غزوة سمورة بتسعة آلاف فارس من السبي.

ولمّا توفي تولى الحجابة بعده ولده المظفر عبد الملك، فاقتفى سيرة أبيه في الجهاد والفتوحات العظيمة، وتوفي منصرفا من غزوته لشانجة بن غرسية ملك جليقية في صفر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة (?).

وتولّى الأمر بعده أخوه عبد الرحمان بن أبي عامر الملقّب «بشنجوال» ثم قتل لما وثب ابن عبد الجبار بالخلافة، وانقضت الدّولة العامرية، وانقضت بقضائها دولة الجماعة.

وابن عبد الجبار هذا هو المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمان النّاصر لدين الله (?)، وكان مقداما جسورا.

فلمّا توفي عبد الملك بن أبي عامر - المتقدّم الذكر -، وخرج أخوه عبد الرحمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015