الجمعان نصر الله عساكر الاسلام ليلة الجمعة سابع رجب سنة ثمان عشرة وستمائة (?) وتمّ الصّلح بينهم وبين المسلمين في حادي عشر الشهر المذكور، ورحل الافرنج عن البلاد بشعبان من السنة المذكورة، فكانت مدّة اقامتهم ما بين الشّام والدّيار المصرية أربعين شهرا وأربعة عشر يوما» (?)، واتفق «أن نزولهم على دمياط كان يوم الثلاثاء وكان يوم احاطتهم بها، وكذا يوم أخذها، وقد جاء في الخبر أن الله خلق المكروه يوم الثلاثاء» (?)، ولمّا «رجع الملك الكامل منصورا ودامت أيامه واتّسعت مملكته الشرقية من آمد، وحصن كيفا، وحرّان، والرّها، ورأس العين، وسروج، وما انضم إلى ذلك، أعطى ولده الملك الصّالح أبا الفتح أيوب الملّقب نجم الدّين البلاد الشرقيّة، وأعطى ولده الأصغر الملك العادل سيف الدّين أبا بكر الدّيار المصريّة، ثم اتسعت / مملكة الملك الكامل حتى خطب الخطيب يوم الجمعة بمكّة المشرفة، ودعا للملك الكامل فقال: صاحب (?) مكّة وعبيدها، واليمن وزبيدها، ومصر وصعيدها، والشّام وصناديدها، والجزيرة ووليدها، سلطان القبلتين، وربّ العلامتين، وخادم الحرمين الشّريفين، الملك الكامل أبو المعالي ناصر الدّين محمد خليل أمير المؤمنين.
ولم يزل على ملكه إلى أن توفي يوم الأربعاء بعد العصر، ودفن بدمشق يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة» (?).
ثم «تقلبت الأحوال بالملك الصّالح نجم الدّين أيوب إلى أن تملك مصر (?) سنة سبع وثلاثين وستمائة (?)، ثم أخذ دمشق (?)، ثم مضى إلى الشّام سنة ست