فالتقوا بهم وكسروهم، وذلك سابع صفر سنة سبعين وخمسمائة (?)، واستقرّت له قواعد الملك / واحتوى على الشّام بأسره، وعلى حلب، وعبر الفرات، وملك ما هناك وقهر الملوك، وافتك البلاد من أمرائها ممّن ناوءه وحاربه. ثم بعد تمهيد البلاد، وتطويع العباد رجع إلى مصر لتفقّد أحوالها، وكان مسيره إليها في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة (?) وكان أخوه شمس الدّولة توران قد وصل إليه من اليمن فاستخلفه بدمشق ثم تأهب للغزو (?) وخرج يطلب السّاحل حتى وافى الافرنج على الرّملة (?) وذلك في أول (?) جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين (?)، فكانت الوقعة عليه، ولم يحصل له فتح، فرجع إلى مصر، وأقام بها حتى لمّ شعثه وشعث أصحابه (?)، فلمّا كانت سنة ثلاث وثمانين (?) وسط يوم الجمعة كانت وقعة حطّين المباركة على المسلمين، وكان كثيرا ما يقصد لقاء العدو في يوم الجمعة عند الصّلاة تبركا بدعاء المسلمين، في الخطب على المنابر، فسار في ذلك الوقت بمن اجتمع له من العساكر الاسلامية، وكانت تفوت العدّ والحصر على تعبئة حسنة وهيئة جميلة، وكان قد بلغه عن العدو أنه اجتمع في عدد كثير بمرج صفّوريّة بأرض عكّا عندما بلغهم اجتماع العساكر الاسلامية، فسار ونزل على بحيرة طبريّة على سطح الجبل ينتظر قصد الافرنج له، اذ بلغهم نزوله بذلك الموضع يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر، فلمّا رآهم / لا يتحركون تحرك جريدة