على طبريّة، وترك الأطلاب (?) على حالها قبالة العدو، ونازل طبريّة وهجمها فأخذها في ساعة واحدة، وانتهب النّاس ما بها، وأخذوا في القتل والسبي، وبقيت القلعة محتمية بمن فيها.

ولمّا بلغ العدو ما وقع بطبريّة قلقوا ورحلوا نحوها ولحقوا بالعسكر، والتقى بالعدو على سطح جبل طبريّة الغربي منها، وذلك في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر، وحال الليل بين العسكرين فناما على مصاف، إلى بكرة يوم الجمعة الثالث (?) والعشرين منه، وركب العسكران وتصادما، والتحم القتال، واشتدّ الأمر، وذلك بأرض قرية ب ‍ «لوبين» (?) وضاق الخناق بالعدو وهم سائرون {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} (?)، وقد أيقنوا بالويل والثبور، وأحست نفوسهم أنهم في غد يومهم من زوار القبور، ولم تزل الحرب تضطرم، والفارس مع قرينه يصطدم، ولم يبق الا الظفر ووقوع الويل والوبال على من كفر، فحال بينهما الليل بظلامه، وبات كل واحد من الفريقين بمقامه، وتحقّق المسلمون أن من ورائهم الأردن ومن بين أيديهم بلاد العدو، وأنهم لا ينجيهم الا الجهاد بالحزم والاجتهاد فحملت أطلاب المسلمين من جميع الجوانب، وحمل القلب، وصاحوا صيحة رجل واحد (?) فألقى الله الرّعب في قلوب الكافرين، وكان حقا عليه نصر المؤمنين، ولمّا أحس القومص (?) بالخذلان هرب منهم في أوائل الأمر / وقصد جهة صور، فتبعه جماعة من المسلمين، فنجا منهم، وكفى الله شرّه، وأحاط المسلمون بالكافرين من كل جانب، وأطلقوا عليهم السّهام، وحكّموا فيهم السّيوف، وسقوهم كأس الحتوف، وانهزمت طائفة منهم بتلّ يقال له تلّ حطين (?)، وهي قرية عندها قبر النّبي شعيب - عليه السلام - فضايقهم المسلمون وأشعلوا حولهم النّيران، واشتدّ بهم العطش وضاق بهم الأمر، حتى كانوا يستسلمون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015