السّنين وممرّ الدّهور، فمن ذلك قضيب الزّمرد، طوله نحو قصبة ونصف، والحبل الياقوت وغيرهما، ومن الكتب المنتخبة بالخطوط المنسوبة والخطوط الجيدة نحو مائة ألف مجلد.

ولمّا خطب للمستضيء بأمر الله بمصر أرسل إليه نور الدّين وعرّفه بذلك، فحل عند المستضيء أعظم محل، وسيّر إليه الخلع الكاملة مع عماد الدّين صندل إكراما له، لأن عماد الدّين كان كبير المحل في الدولة / العبّاسية، وكذلك أيضا سيّر خلعا لصلاح الدّين، الا أنها أقل من خلع نور الدّين، وسيّرت الأعلام [السود] (?) لتنصب على المنابر، وكانت هذه أعظم أبهة (?) عباسية دخلت مصر بعد استيلاء العبيديين عليها (?).

وفي سنة ثمان وستين وخمسمائة (?) أخرج العساكر يريد بلاد الكرك والشّوبك وبدأ بها لأنها كانت أقرب إليه، وكانت في الطريق تمنع من يقصد الدّيار المصرية، وكان لا يمكن أن تسير قافلة حتى يخرج هو بنفسه يعبّرها (?)، فأراد توسيع الطريق وتسهيلها، فحاصرها في هذه السّنة، وجرى بينه وبين الافرنج وقعات، وعاد ولم يظفر منها بشيء، ولمّا عاد بلغه وفاة والده نجم الدّين أيّوب قبل وصوله إليه، ولمّا كانت سنة تسع وستين (?)، رأى قوة عسكره وكثرة عدده، وكان بلغه باليمن انسان استولى عليها وملك حصونها، يسمى عبد النّبي بن مهدي (?)، فأرسل أخاه توران شاه فقتله، وأخذ البلاد منه، ثم توفي نور الدّين سنة تسع وستين وخمسمائة (?) - كما تقدّم -.

وبلغ صلاح الدّين أن انسانا يقال له «الكنز» جمع بأسوان خلقا كثيرا من السّودان وزعم أنه يعيد الدّولة المصرية، وكان أهل مصر يؤثرون عودها، فانضافوا إلى «الكنز» المذكور فجهّز إليه صلاح الدّين جيشا كثيفا وجعل مقدمه أخاه الملك العادل، وساروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015