الأعنة. وكانوا هم ثلاثة، وكانت بينهم امارة، فأمكنتهم الفرصة، فقال أحدهم:

دارت البوتقة فتواثبوا (?) وقصد (?) كلّ واحد منهم واحدا بسكاكينهم، / فأمّا الذي قصد الأمير يحيى فقال: أنا سرّاج، وكان يحيى جالسا على مصطبة فضربه فجاءت على رأسه (?)، فقطعت طاقات من العمامة، فلم تؤثّر في رأسه، وانجرت (?) يده بالسّكين على صدره فخدشته، وضربه يحيى برجله، فألقاه على ظهره (?) فسمع الخدم الجلبة ففتحوا باب القصر من عندهم، فدخل يحيى وأغلق الباب دونهم، وكان زيّهم زيّ أهل الأندلس، فقتلوا وقتل في البلد جماعة ممّن كان على زيّهم، وخرج الأمير يحيى في الحال، وركب في البلد، وسكّن الفتنة، وتحقق نعته في كتاب الملاحم بالمغدور في هذه الواقعة.

وكان عادلا في دولته ضابطا لأمر رعيّته عارفا بدخله وخرجه، مدبّرا في جميع ذلك على ما يوجبه النّظر العقلي، وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسّير عارفا بها، رحيما للضعفاء شفيقا على الفقراء يطعمهم في الشّدائد ويرفق بهم، ويقرّب أهل العلم والفضل من نفسه، وساس العرب في بلاده فهابوه وانفكّت (?) أطماعهم، وكان له نظر حسن في صناعة النّجوم والأحكام، وتوفي يوم الأربعاء عيد النحر سنة تسع وخمسمائة (?) فجأة وكان ولده علي نائبا على صفاقس [فأحضر] وعقدت له الولاية، ودفن يحيى بالقصر على ما جرت به العادة، ثم نقل بعد سنة لقصر السّيدة بالمنستير، وخلّف ثلاثين ولدا ذكورا.

علي بن يحيى وابنه الحسن:

وكانت ولادة علي بالمهديّة / صبيحة يوم (?) الأحد لخمس عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسع وتسعين وأربعمائة (?)، وكان أبوه قد ولاّه صفاقس، فلمّا مات أبوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015