لأحدهم: قم وادخل ذلك البيت وخذ منه الكتاب الذي صفته كذا في مكان كذا، فقام وأتى به، واذا هو كتاب ملحمة، فقال له: عدّ من أوله كذا وكذا ورقة، واقرأ الصفحة التي تنتهي / إليها، [فقرأها] (?) فاذا فيها «الملك المغدور وهو الطويل القامة الذي بوركه الأيسر خال وفي جنبه (?) الأيسر شامة» فقال له الأمير تميم: «أمّا العلامتان فقد رأيتهما، وقد بقيت عليّ الثالثة، قم أنت يا شريف وأنت يا فلان حتى تحقّقا (?) عندي خبر العلامة الثّالثة، فقاموا وقام يحيى معهم إلى موضع مستور عن تميم، وكشف لهم عن جسمه، فرأوا على جنبه الأيسر [شامة] هلالية الشّكل، فأتوا تميما فعرفوه، فقال: لم أعطه أنا شيئا، الله الذي أعطاه» اهـ (?).
ولما (?) جلس في الملك قام بالأمر وعدل في الرّعية وفتح قلاعا لم يتمكّن أبوه من فتحها.
وفي سنة سبع وخمسمائة (?) أتى إلى المهديّة قوم (?) غرباء قصدوا يحيى بمطالعة زعموا فيها أنهم من أهل الصّناعة الكبرى (?) الواصلين إلى نهايتها، فأذن لهم في الدّخول عليه (فلمّا مثلوا بين يديه طالبهم بأن يظهروا له من الصّناعة ما يقف عليه) (?) فقالوا:
(ندبّر القصدير) (?) حتى يرجع لا فرق بينه وبين الفضّة ولمولانا من السّروج (?) والقضب والبنود والقباب (?) والأواني قناطير من الفضّة يجعل عوضها [منها] ما تريد وتستعمل جميع ذلك في مهمّاتك، وسألوه أن يكون ذلك في خلوة، فأجابهم وأحضرهم للعمل، ولم يكن عند الأمير يحيى سوى الشريف أبي الحسن علي والقائد إبراهيم قائد