الجيش لضعف في دوابّهم منعهم / من اللّحاق باخوانهم، فلمّا تحقّقوا الخبر ولّوا راجعين فسلموا بذلك، فمات (?) المعزّ وسوسة مخالفة [عليه].
فلمّا ولي ابنه تميم أنابوا له فعفا عنهم وتغمّد ذنوبهم وذلك سنة ست وخمسين وأربعمائة (?) «[وتوفي المعزّ] بضعف الكبد (?) وكان موته بالقيروان ولم تطل مدّة أحد من أهل بيته في الولاية كمدّته» (?).
ولمّا تولّى تميم استبدّ بالملك (?) «ولمّا (?) كانت سنة ثمانين وأربعمائة (?) وقع ما وقع من (استيلاء الافرنج) (?) على المهديّة وزويلة وأسّروا (?) أهلها وقتلوا من شاؤوا منهم وأحرقوه بالنّار، وكانت عدّة القطع التي نزلوا بها عليها ثلاثمائة قطعة تشتمل على ثلاثين (?) ألف مقاتل، قال أبو الصّلت: وكسفت الشّمس في هذا العام ببرج الأسد طالع تخطيط المهديّة كسوفا كلّيا مزج بهذا الواقع (?) بأثر ذلك، قال: وكان من أعظم الأسباب [فيه]- مع قضاء الله تعالى الذي لا يرد - غيبة عسكر السّلطان عن المهديّة ومفاجأة الرّوم دون استعداد لهم وأخذ أهبة للقائهم وخلوّ كافّة النّاس عن السّلاح والعدد وقصر الأسوار وتهدّمها وتكذيب تميم بما يرد عليه من أخبار النّصارى وسوء رأي فلان (?) متولّي البلاد ومدبّرها اذ ذاك في المنع من الخروج إليهم ولقائهم في الماء فتركوا إلى أن نزلوا