في البرّ، وكان من تغلبهم على المهديتين (?) وعيثهم فيهما ما هو مشهور»، قال التجاني:
«ولجأ تميم إلى قصره المعروف / بقصر المهدي وهو قصر حصين، فأقام به إلى أن وقع الصّلح بينه وبينهم على مائة ألف دينار تدفع لهم ويقلعون بما حصل في أيديهم من المسلمين، فدفعت لهم وأقلعوا بأموال المسلمين ونسائهم وأبنائهم، وفي ذلك يقول أبو الحسن [علي] بن محمّد بن الحدّاد في قصيدة طويلة.
[منسرح]
غزا حمانا العدو في عدد ... هم الدّبا (?) كثرة أو النغف (?)
عشرون ألفا ونصفها ائتلفوا (?) ... من كل أوب (?) لبئسما (?) ائتلفوا
جاؤوا على غرة إلى نفر ... قد جهلوا في الحرب ما عرفوا
وأقام تميم بعد ذلك بالمهديّة (?)».
قال في «معالم الايمان»: «إن الشيخ عبد الحميد الصايغ قيرواني سكن سوسة، وأن المعزّ صاحب المهديّة لمّا أراد تولية أبي الفضل بن شعلان قضاء المهديّة شرط ابن شعلان أن لا يتقلد ذلك إلاّ باستجلاب عبد الحميد إلى المهديّة ليقوم بفتواها - اذ لا يرى استفتاء أحد من فقهائها لأمور - فجلب له ولزم المهديّة ودارت عليه فتواها، فلمّا (تغير أهل) (?) سوسة على تميم قبض على جماعة فيها ابن عبد الحميد، فضربه وغرمه خمسمائة دينار، فباع فيها عبد الحميد كتبه، فكانت سبب انقباض عبد الحميد عن الفتيا، فلقيه بعد ذلك تميم واعتذر إليه، فلم ينفعه، ولزم الانقباض ولزم داره ولم يفت في شيء، وجعل لا يجالس أحدا وتحيّل في الخروج إلى سوسة بعلّة المداواة لحسن هوائها، فبقي على حالته تلك ستة أعوام إلى أن دخل / الافرنج المهديّة واستباحوا أهلها