ثم سار إليهم بعد أن احتشدت زناتة معه فانهزم ثالثة وقتل من عسكره نحو من ثلاثة آلاف، ونزل العرب بمصلّى القيروان، ووالوا عليهم الهزائم وقتلت منهم أمما، ثم أباح لهم المعزّ دخول القيروان للميرة، فاستطالت عليهم العامّة، فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وأدار المعزّ السور على القيروان سنة ست وأربعين وأربعمائة (?)، ثم ملك مؤنس بن يحيى مدينة باجة في التاريخ المذكور، وأمر المعزّ أهل القيروان بالانتقال إلى المهديّة للتّحصن بها، وولى عليها انه تميما، ثم انتقل إليها سنة تسع وأربعين وأربعمائة (?)، وانطلقت أيدي العرب على القيروان بالنهب والتخريب، وعلى سائر الحصون والقرى» اهـ (?).
وقال التجاني في رحلته: أنصف الله من الجرجرائي (?) فهو الذي أمكن العرب - يعني المفسدين - (?) من الدّخول إلى هذه البلاد، وعن مكره (?) / السيء نشأ بافريقية ما نشأ من الفساد، فانهم كانوا قبل ذلك نازلين بصعيد أرض مصر، لا يحدّثون أنفسهم بالجواز إلى هذه الأرض إلى أن ندبهم الجرجرائي (85) إلى ذلك وأفرج لهم عن طريقهم (?)، فأغص منهم أهل هذه البلاد بريقهم (?) لحاجة كانت في نفسه من افساد هذه البلاد تعجل قضاءها، ووجد عند (?) الله بما لقيه من جزائها.
قال ابن بسّام في «الذخيرة»: لمّا تغلّب بنو عبيد الناجمون بافريقية على مصر فخلص لهم صميمها، وتمّ لهم ملكها ونعيمها، وأراد معدّ بن اسماعيل بن محمد بن عبيد الله المتلقّب (?) بالمعزّ لدين الله اقتعاد صهوتها (?) واثبات قدمه على ذروتها (?) دعا