العبّاسي وقطع الخطبة للمستنصر العلوي سنة أربعين وأربعمائة (?)، فكتب إليه المستنصر يتهدده ثم إنّه استوزر أبا محمد الحسن بن علي اليازوري (?) بعد الجرجرائي (?) ولم يكن في رتبته، فخاطبه المعزّ دون ما كان يخاطبه به من قبله، كان يقول في كتابه إليهم «عبده» ويقول في كتاب اليازوري «صنيعته» فحقد ذلك عليه، وأغرى (?) به المستنصر وأصلح بين زغبة ورياح من بطون هلال، وبعثهم إلى إفريقية وملّكهم كلّ ما يفتحونه، وكتب: [أما بعد فقد أنفذنا إليكم خيولا فحولا، وأرسلنا عليها رجالا كهولا، ليقضي الله أمرا كان مفعولا] (?)، فساروا إلى برقة فوجدوها خالية، لأن المعزّ كان أباد أهلها من زناتة، فاستوطن العرب برقة واستحقر المعزّ شأنهم، واشترى العبيد، واستكثر منهم، حتى اجتمع له منهم ثلاثون ألفا، وزحف بنو زغبة إلى طرابلس فملكوها سنة ست وأربعين وأربعمائة (?)، وجازت رياح والأثبج (?) وبنو عدي إلى افريقية، فأضرموها نارا / ثم سار أمراؤهم إلى المعزّ وكبيرهم مؤنس بن يحيى من بني مرداس من رياح، فأكرمهم المعزّ وأجزل لهم عطاياه، فلم يغن شيئا، وخرجوا إلى ما كانوا عليه من الفساد، ونزل بافريقية بلاء لم ينزل مثله بها، فخرج إليهم المعزّ في جموعه من صنهاجة والسّودان نحو من ثلاثين ألف والعرب في ثلاثة آلاف فهزموه وأثخنوا في صنهاجة بالقتل واستباحوهم، ودخل المعزّ القيروان مهزوما ثم وقع القتال بينهم يوم النّحر وهم في صلاتهم فهزموه أعظم من الأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015