معها حتى تغلّب عليها، ففعل بهم الأفعال الشنيعة من قتل الرجال وسبي النساء وقطع الأعضاء وبقر البطون، فلمّا ارتحل عنهم خالفوا عليه ووجّهوا عامله إليه فلمّا يئس من المهديّة رجع (?) إلى حصار سوسة حصارا شديدا، فكان يقاتلها كل يوم، فيوم له ويوم عليه» (?).
فلمّا مات القائم (?) وولي ابنه اسماعيل الملقب «بالمنصور» بادر بانفاذ جيش بري وجيش بحري إلى أبي يزيد (?) بعد أن أحبّ النّهوض بنفسه فمنعه أولياؤه [منه] فتوجهت جيوشه إلى سوسة، وكان ما أخذه التحصيل من جند أبي يزيد المحاصرين لها مائة ألف خصّ، يسكن الخص الواحد والاثنان والثلاثة والأربعة فصاعدا، وكان جيش المنصور البري أربعمائة فارس لا تزيد على ذلك، فهجموا على جيش أبي يزيد في معسكره في يوم كثير الغيم، وأطلقوا النّار في مجتمع حطب كان هناك فتطاير شرارها إلى أخصاص (?) أبي يزيد / فأظلم الجو، وتخاذل البربر، وأسلموا أبا يزيد، فقتل من أتباعه أمم كثيرة، وتوجه أبو يزيد منهزما إلى القيروان فلم يقبلوه، وقتلوا جماعة من أصحابه خارج القيروان، فهرب عنهم.
وخرج المنصور من المهديّة في طلبه بشجاعة قوية، قال المؤرخون: فلم يزل يهزمه ويقتفي أثره إلى أن أخذه جريحا في جبل كيّانة (?) وذلك في شهر محرم سنة ست وثلاثين (?)، فسلخ (?) جلده وجعل فيه ما ملأه حتى عاد صورة هائلة فطيف به من