يستقصي الأمور فرجع إليه وأقام هنالك أياما، ثم انتقل منه وزحف إلى المهديّة فوصل إلى خندقها واقتحم (?) الماء بمن معه، فوصل الماء إلى صدور خيلهم وجيوش القائم في ذلك كلّه متقهقرة عنه، ووصل أبو يزيد بنفسه في تلك الخطرة (?) إلى مصلّى المهديّة فلم يبق بينه وبين المهديّة إلاّ رمية سهم حسبما أنذر به المهدي عند بناء سورها، فلمّا رأى الناس ذلك لم يشكّوا في تغلّبه على المهديّة فاجتمعوا على القائم وعظموا له (?) الأمر وسألوه الخروج إلى أبي يزيد فقال لهم: انه قد بلغ إلى أقصى غايته ولن يتجاوزه ولينجزن الله وعده، ثم قال [لبعض] من بين يديه: اصعد إلى السّور فاذا رأيت أبا يزيد انتقل عن مكانه من المصلّى فأشر إلينا باشارة نعرف ذلك بها ففعل الرجل ما أمر به، فقال لهم القائم:

أبشروا فلن يعود أبو يزيد إلى مكانه ذلك أبدا، وانتقل أبو يزيد إلى الموضع المعروف «بترنوط» وهو على خمسة أميال من المهديّة، فعسكر هنالك، واتّصل حصاره لها فقتل بين الفريقين في ذلك على توالي الأيام أمم لا تحصى أكثرها من جيوش القائم. وذكر البكري [أن] (?) في كتاب الحدثان: ويل لأهل السواد (?)، / من محلة ابن كيداد» ويقال من مخلد بن كيداد (?).

ولمّا طال على جيش (?) أبي يزيد المقام وسئموا التغرب على بلادهم وتحققوا حصانة المهديّة [وامتناعها] وذلك في شهر صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (?) انفصلوا عن أبي يزيد بأجمعهم فلم يبق معه إلاّ طوائف من هوارة وزناتة، فأقلع عن المهديّة، ومات القائم في آخر هذه السنة وأبو يزيد محاصر لسوسة» (?).

وسبب محاصرته لها أنها امتنعت منه سنة (?) اثنين وثلاثين وثلاثمائة (?) فلم يزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015