وسار عبد الله بن علي يطلب مروان فوصل فلسطين (?)، وسير أخاه صالح بن علي خلف مروان، فسار إلى مصر وتتبّع عبد الله بن علي أولاد خلفاء بني أمية / فأخذ منهم سبعين فقتلهم على الرّملة، وجعل عليهم الموائد وهو يأكل ويسمع أنينهم، ولا يرقّ لهم، والنّاس يبكون (?)، وقطع مروان النيل وأغرق الجسور، فنزل بوصير فجاءه صالح فقتله وبعث برأسه مع ما وجد في خزائنه من بردة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقضيبه لبني العبّاس:
فتوارثوهما إلى خلافة المقتدر فكان آخر العهد بهما.
وفرغت بموت مروان بن محمد خلافة بني أمية من المشرق، ولم يفلت منهم إلاّ القليل فصفت الخلافة للسّفاح، وتواطأت له الممالك من المشرق إلى المغرب الأقصى حتى الأندلس وكان كثير التعظيم لأبي مسلم الخراساني لما صنعه ودبّره وكان تولّيه الملك وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وكان كثير سفك الدماء فلذلك لقّب «السّفاح» لأن السّفح هو السّفك، ومنه قوله علت كلمته {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} (?).
وجرت عادة الله في الملوك والسلاطين تعجيل هلاك من أسرف في الدماء.
وكان بذولا للأموال وما شانه إلاّ سفك الدماء، فتوفي السّفاح بالجدري في ذي الحجّة الحرام سنة ست وثلاثين ومائة (?). فكانت مدة إمارته أربعة أعوام [وثمانية أشهر] (?).
وولي بعده الخلافة أخوه أبو جعفر عبد الله المنصور، وهو أسن من السّفاح. بويع له بعهد من أخيه سنة ست وثلاثين، وكان ظلوما غشوما، وهو أول من أدخل الفتنة بين العباسيين والعلويين / وقتل الأخوين محمدا وإبراهيم ابني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم - وكانا خرجا عليه (?) وآذى