العراق فمات في الطريق بناحية ساوة في يوم الثّلاثاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة (?).

ووثب أبو مسلم على ابن الكرماني (?) بنيسابور فقتله بعد أن قيّده وحبسه وقعد في الدّست وسلّم عليه الامارة وصلّى وخطب ودعا لأبي العبّاس السّفاح بالكوفة وصفت له خراسان وانقطعت منها ولاية بني أمية.

فبويع لأبي العباس عبد الله السّفاح بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة (?). ثم أرسل العساكر لقتال مروان بن محمّد الملقّب بالحمار بعدما ظهر السّفاح بالكوفة، فجهّز القوّاد في تسعة آلاف فارس وأمر عمّه عبد الله بن علي بقتال مروان فاقتتلا بالزّاب وذلك أن عليا لما قدم على / أبي عون تحول له عن سرادقه (?) فنزل بها وجاء مروان ونزل الزّاب فأمر عبد الله بن عتبة فعبر إلى عسكر مروان في خمسة آلاف فاقتتلوا إلى الليل، ورجع عتبة فعبر المخاضة وأصبح مروان عند الجسر، وعبر عبد الله بن علي. فقال مروان لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: إن زالت الشّمس اليوم ولم يقاتلونا كنا الذين ندفعها لعيسى ابن مريم، وإن قاتلونا قبل الزوال فإنا لله وإنا إليه راجعون (?).

فقطع عبد الله بن علي الزّاب في أثني عشر ألف وكان مروان في سبعين ألف وكان السّفاح عمل بيتين وقال لرجل إذ التقى الجمعان فاصعد على رأس جبل وأنشدهما وهما:

[بسيط]

يا آل مروان إن الله مهلككم ... ومبدل ملككم خوفا وتشريدا

لا عمّر الله من أولادكم أحدا ... وبثّكم في بلاد الخوف تطريدا

فلما سمع ذلك أهل الشام انزعجوا وارتاع مروان وكان سبب خذلانه، فحمل الوليد ابن معاوية بن مروان، فكشف ميمنة عبد الله فانحاز أبو عون إلى عبد الله وصاح عبد الله:

الأرض الأرض، فنزلوا وجثوا على الركب ونزعوا الرّماح فانهزم مروان وأهل الشام، ووقف عبد الله على الزاب وقرأ: {وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ} الآية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015