مسلم الخراساني (?) وذلك أنه كان قائما بخدمة إبراهيم بن محمد - المقدّم الذكر - لما سجنه مروان الحمار بالكوفة. فلما قدم على إبراهيم نقباء أبيه محمد بن علي (?) سألوه رجلا يقوم بأمر خراسان، فقال: إني جرّبت هذا الأصبهاني وعرفت ظاهره وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم دعا أبا مسلم وقلّده الأمر وأرسله إلى خراسان (?) فكان أول ظهوره يوم الجمعة لسبع بقين وقيل لخمس من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة (?). والوالي بخراسان نصر بن سيّار (?) الليثي من جهة مروان بن محمد، فكتب نصر إلى مروان يقول:
أرى جذعا ان يثن لم يقوريض / ... عليه فبادر قبل أن يثنى الجذع
وكان مروان مشغولا عنه بغيره من الخوارج بالجزيرة وغيرها فلم يجبه عن كتابه، وأبو مسلم إذ ذاك يؤم في خمسين رجلا، فكتب إليه ثانيا:
[وافر]
أرى بين (?) الرّماد وميض نار (?) ... ويوشك (?) أن يكون له ضرام
فإن النّار (بالعودين تذكى) (?) ... وإن الحرب أوّلها (?) كلام
(فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام) (?)
أقول (?) من التّعجّب ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام
(فإن كانوا لحينهم نياما) (?) ... (فقل قوموا) (?) فقد حان القيام
فأبطأ عليه الجواب واشتدّت شوكة أبي مسلم، فهرب نصر بن سيّار من خراسان، وقصد