فلما (?) استشهد عقبة وأصحابه، جمع كسيلة أهل المغرب، وزحف بهم يريد القيروان، فاشتعلت (?) افريقية نارا، وعظم البلاء على المسلمين، ومضى كسيلة بالعساكر حتى جاوز (?) القيروان فخرجت العرب منها هاربة، ولم يكن لهم بحربه من طاقة لعظم ما اجتمع عليه من الروم والبربر، وأسلموا القيروان وبقي بها أصحاب العيال، وكل مثقل من التجار وأهل الذمّة، فحار الناس ولم يدروا كيف يفعلون فأرسلوا إلى كسيلة يسألونه الأمان فأجابهم إلى ذلك، ودخل القيروان (?) إلى الموضع الذي كان فيه عقبة فنزله وأقام بها أميرا، وصارت بقيّة المسلمين تحت يده، ومضى الذين هربوا حتى قدموا على يزيد فوجدوه قد مات، وذلك في سنة أربع وستين» (?). «قال في «معالم الإيمان» (?): وقيل إن زهير بن قيس البلوي - خليفة عقبة - ثبت بالقيروان حين (?) زحف إليه كسيلة البربري، وخرج الروم من حصونهم، ونقضوا العهود، وزحف كسيلة وقاتله زهير قتالا شديدا، فانهزم كسيلة وقتل من أصحابه ما لا يحصى، ومضت عنه تلك الجموع فهرب الرّوم وتفرقت جموعهم فأقام زهير يسيرا بالقيروان، ثم خرج إلى مصر، وذلك في سنة خمس وستين (?)، فوجد يزيدا قد مات وعبد الله بن الزبير خليفة / بمكّة ومروان بن الحكم أميرا (?) بالشام (?).
(واعلم أن عقبة بن نافع - رضي الله تعالى عنه -) (?) ولد على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا، وكان رجلا صالحا، مستجاب الدعاء، وله كرامات، منها ما رواه عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الحكم (?)، أن عقبة بن نافع أصابه في بعض مغازيه بالمغرب عطش شديد هو وأصحابه أشرفوا منه على الموت، فصلّى عقبة ودعا الله - عزّ