خمس وخمسين (?)، فعزل عقبة وقيّده وحبسه وأخرب ما كان اختطه بالقيروان، واختط مدينة تاكروان (?) وهي بجوفي (?) افريقية على نحو ميلين، وجدّ في بنائها وتشييدها، ولم يزل عقبة في حبسه حتى أتاه كتاب الملك الخليفة معاوية بن أبي سفيان يأمره باطلاقه.

قال أبو بكر المالكي (?): ولما سرح عقبة من وثاقه (?) توجه إلى معاوية بن أبي سفيان فوجده؟؟؟ توفي. وولي بعده يزيد، فدخل عليه وأخبره بما صنع (?) أبو المهاجر بالقيروان، وما حل به منه. وقال: فتحت افريقية وبنيت مسجد الجامع فبعثتم عبد الأنصار فأهانني وأساء عزلي (?) فغضب اليزيد وقال أدركوها قبل أن يخرّبها، ورد عقبة إليها وأزال ولاية مسلمة عنها وأقره بمصر، وذلك سنة اثنين وستين (?) من الهجرة، فقدم عقبة إليها في عشرة آلاف فارس، فوصل إلى القيروان، وأخذ أبا المهاجر وحبسه وقيّده وأخذ / منه ما وجد بيده من الأموال، فبلغ ذلك مائة ألف دينار ذهبا، وجدّد بناء القيروان وشيّدها ونقل إليها الناس، فعمرت (وعظم بناؤها) (?) وعلا قدرها وأعز الله بها الإسلام وأقر بها أعين الأنام.

ثم إن عقبة خرج بأصحابه وبكثير من أهل القيروان إلى المغرب، واستخلف عليها عمر بن علي القرشي، وزهير بن قيس البلوي، وخرج بأبي المهاجر معه موثوقا. ولما خرج عقبة دعا بأولاده فقال لهم: إني بعت نفسي من الله ولا أدري ما يقضي علي في سفري، ثم قال: يا بني أوصيكم بثلاث خصال فاحفظوها ولا تضيعوها: إيّاكم أن تملؤوا صدوركم شعرا وتتركوا القرآن، املؤوا صدوركم من كتاب الله فإنه دليل على الله، وخذوا من كلام العرب ما تهتدي به ألسنتكم، ويدلكم على مكارم الأخلاق، ثم انتهوا عما وراءه، وأوصيكم أن لا تداينوا ولو لبستم العباء، فإن الدين ذلّ بالنهار وهمّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015