رحل معاوية بن خديج من إفريقية إلى معاوية بن أبي سفيان، فدفع الغنائم إليه، ثم عزله معاوية عن مصر وولى عليها مسلمة بن مخلّد الأنصاري، فوجه مسلمة خالد بن ثابت الفهمي (?) إلى افريقية وكان من التابعين. فخرج في محرم سنة خمسين (?)، فانتهى إلى مواضع منها، وأصاب غنائم كثيرة، ثم عزله مسلمة وولى أبا المهاجر مولاه بجيش من قبله، فوصل إلى افريقية، فأخذ عقبة بن نافع الفهري، فحبسه وضيق عليه، فبلغ خبره معاوية، فكتب إلى أبي المهاجر يأمره بتخليته ويعنفه (?) فيما صنع به، فأطلقه أبو المهاجر وأرسله برسل من قبله، حتى أخرجه من قابس، فمضى وهو حنق على أبي المهاجر، فدعا الله عز وجل أن يمكّنه منه، فلم يزل أبو المهاجر خائفا من دعائه، وقال هو عبد لا تردّ له دعوة.

ثم إن أبا المهاجر صالح برابر افريقية وفيهم كسيلة الأوربي (?) وأحسن إليه واتّخذه صديقا وصالح عجم افريقية، وخرج بجيوشه نحو المغرب ففتح كل ما مرّ به، حتى انتهى إلى العيون التي تسمى الآن عيون أبي المهاجر، نحو تلمسان، ولم يستخلف على القيروان أحدا ينظر فيها لأن أكثرهم خرج معه ولم يبق إلاّ شيوخ ونساء وأطفال، ثم رجع إليها وأقام بها» اهـ‍ (?).

ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

(وحبس أبي المهاجر لعقبة وأخذه له / لأن عقبة سبقه لإفريقية) (?) في غزوته الثانية التي كانت في سنة ست وأربعين (76) من الهجرة، قال محمّد بن يوسف الورّاق:

إن عقبة بن نافع الفهري غزا افريقية غزوته الثانية في سنة ست وأربعين (?) من الهجرة، فافتتح كثيرا من حصونها، وأثخن في قتل الرّوم والبربر، واختط مدينة القيروان، وتحوّل بها أيّاما، ثم قدم أبو المهاجر دينار مولى مسلمة بن مخلّد الأنصاري إلى افريقية سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015