وفيها اجتمعت أراء الأمراء المذكورين على ترتيب الملك الجواد مظفر الدين يونس ابن ممدود (?) نائب السلطنة بدمشق والشام، واتفق رأيهم على إخراج الناصر داوود من دمشق بحكم أنه حضر اليها صحبة السلطان الملك الكامل، على أنّ السلطان إذا ملكها يملكه إيّاها، فلمّا مات السلطان اتفقوا (?) الأمراء على خلاف ذلك وأخرجوا الناصر من دمشق خوفا من وقوع فتنة (?)، فأرسلوه الى الكرك (?) وصحبته جماعة مقدمهم الأمير نور الدين علي بن الأمير فخر الدين عثمان استادار (?) صاحب المدرسة التي بسويقة للصاحب (?) داخل القاهرة.
فلما خرج الناصر داوود وتوجهوا (?) الى الكرك وتملك الجواد دمشق، توجهوا (?) الأمراء المصريين الى الديار المصرية، ولما وصلوا قرب الديار المصرية ركب العادل وتلقاهم بمن عنده من الأمراء والعساكر والتقى الواردين وأكرم ملتقاهم، وأرسل الى بيوتهم بعد نزولهم الأموال والخلع والخيل ثم حضروا بعد ذلك الى خدمته وجددوا الإيمان والعهود، واستمر له الأمر فلما تمكن بدأ في إبعاد أمراء دولته عنه، وقطع رواتب أرباب الدولة وما بقي يقرّب أحدا من الأمراء الأكابر إلا من أنشأهم. عند ذلك (29 أ) تفرقت قلوب الأمراء الكبار والصغار منه، وأقبل هو على شرب الخمر واللهو والفساد (?).
وفيها لما سار الناصر الى الكرك، جمع عساكره وسار من عجلون الى غزة وملك الساحل، فخرج اليه الجواد في عسكر الشام وقال للأشرفيه كاتبوه وأطمعوه فكاتبوه واغتر بهم