وساق من غزة في سبعمائة فارس الى نابلس بأثقاله وخزائنه وأمواله، وكانوا على سبعمائة جمل، ونزل العساكر منقطعة خلفه وضرب دهليزه على صبصطية (?) والجواد على جينين (?)، فساقوا إليه وأحاطوا به، فساق في نفر يسير نحو نابلس وترك الخزائن فأخذوا الجميع وما فيها من جواهر وأموال واستغنوا وافتقر الناصر وسار الى الكرك، ورجع الجواد الى دمشق وفتح الخزائن وفرّق المال (?).

قال أبو المظفر (?): فبلغني انه فرق ستمائة ألف دينار وخلع خمسة آلاف خلعة وأبطل المكوس والخمور ونفى الخواطئ.

وفيها لما تحقق الناصر داوود ما عليه الملك العادل من اللعب وتأخر الأمراء عنه والتهاه (?) بما هو فيه، حدثته نفسه بملك مصر وأنه إذا حضر، مالوا (?) الامراء اليه، فقصد مصر وصحبته هدايا وتقادم يصلحوا (?) للسلطان، مثل جوار جنكيات (?) وعوديات ورواقص وأواني مشروب، فلما وصل الناصر خرج إليه العادل والتقاه أحسن ملتقى ورتب له جميع ما يحتاج إليه، ثم أنه أحضر إلى العادل ما كان أحضره بسببه فأعجبه، وعوضه عنه عشرة أمثاله (?). وكان الناصر مظهرا أنّه ملازم (29 ب) خدمته ولا يفارق بابه ويعمل قدامه حاجبا أو استادارا أو دوادار (?)، وكان يتدخل عنده بكل خدمة، وأنّه أوهم السلطان الملك العادل من الأمير فخر الدين ابن الشيخ، أنّه قد اتفق مع الملك المعز مجير الدين [يعقوب] (?) عمه وقد استمال إليه جماعة من الأمراء، وأشار على السلطان بالقبض عليه وإخراج الملك المجير من الديار المصرية فقبل منه وقبض على الأمير فخر الدين ابن الشيخ واعتقله بقلعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015