وأخربوا وأخذوا أموالا عظيمة (?).

وفيها مات السلطان الكامل (?)، محمد بن السلطان الملك العادل، أبو بكر بن أيوب صاحب البلاد المصرية والشامية والشرق واليمن، في آخر نهار الأربعاء حادي عشري (?) رجب من هذه السنة بقلعة دمشق، ودفن باكر النهار، ولم يبلغ قصده من حلب وحماة، وكان مدة ملكه عشرين سنة وخمسة وأربعين يوما. وكان ملكا مهابا حازما شجاعا فصيحا أديبا محبا للعلم والعلماء، يحضر مجلسه في كل ليلة جمعه جماعة من الفقهاء والعلماء ويتحدث معهم ويشاركهم في فنونهم، وكان كثير السياسة حسن التدبير، وكانت الأعمال في أيامه آمنة والطرق آمنة، لا يخاف تاجر على ماله، لكنه محب لجمع المال، وله شعر فمنه قوله: [البسيط]

إذا تحققتم ما عند عبدكم (?) ... من الغرام فذاك القدر يكفيه

أنتم سكنتم بقلبي وهو منزلكم ... وصاحب البيت أدرى بالذي فيه

وكان ولده الملك العادل أبو بكر نائبه بالديار المصرية، وكان الكامل يباشر أكثر أموره، بنفسه بعد وفاة الصاحب صفي الدين ابن شكر، وكان يحضر الدواوين قدامه ويحاسبهم.

وفيها تولى مصر السابع من بني أيوب، وهو السلطان الملك العادل أبو بكر ابن السلطان الملك الكامل محمد، ملك بعد وفاة والده باتفاق من يذكر من الأمراء وهم: الأمير سيف (?) الدين علي بن قليج (28 ب) والأمير عماد الدين ابن الشيخ (?)، وجماعة من الأمراء الأكابر (?) تجمعوا في قلعة دمشق وتحالفوا جميعا واستحلفوا العساكر والأمراء المصرية والشامية للسلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر، وذلك في يوم الخميس ثاني عشري رجب (?) وكان العادل بمصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015