فالتقوهم (?) العساكر المصرية والشامية فكسروهم (?) واستأسروا منهم خلق كثير، وجهّزهم الملك المظفر والطواشي صواب الى عند السلطان الملك الكامل، ثم ردّت عساكر الروم على عساكر الشام والشرق، فانكسروا واستأسروا الملك المظفر والطواشي صواب وحملوهم عند السلطان علاء الدين صاحب الروم، فعند قدومهم عليه أخلع عليهم وأطلقهم جميعا وأعطاهم خيولا (?) وجميع ما عدم لهم رده عليهم. فلمّا بلغ السلطان الملك الكامل كسر عساكره وما جرى (?) على أمرائه (?)، تزايد حنقه على الملوك أهله، وتغيّر خاطره وزادت الوحشة، عند ذلك رحل الى الديار المصرية، فلمّا وصل اليها مسك المسعود صاحب آمد واعتقله [بحكم انه من جملة من كاتب الروم] (?).

[الوفيات]

وفيها مات أبو أحمد عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق الأنصاري (?) (8 أ) المغربي المهدوي، قاضي الجماعة بمراكش وبإشبيلية. كان أولا ولي قضاء غرناطة وامتحن في قضاء مراكش بالفتنة، قال ابن الآبار: كان من العلماء المتفنين، فقيها مالكيا حافظا للمذهب، نظارا بصيرا بالأحكام، صليبا في الحق مهيبا معظما، وله كتاب في الرد على أبي محمد بن حزم، دلّ على فضله وعلمه وأفاد بوضعه. قال صلاح الدين الصفدي (?): ولا أعلم له رواية.

ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

فيها جهّز صاحب الروم جيشا كبيرا الى حرّان (?) والى الرّها (?)، فنازلوهما وملكوهما بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015