الحصار الشديد، واستولوا على كل ما بهما من الأموال والخزائن، وخلوا بهما عساكر تحفظهما من عساكر الشام، فلمّا بلغ ذلك السلطان الملك الكامل تجهز بعساكره وخرج الى الشرق (?).
وفيها مات عمر بن محمد بن عمّويه (?)، واسمه عبد الله أبو حفص البكري، الملقب شهاب الدين السهروردي الصوفي وقد تقدم نسبه الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في ترجمة الشيخ أبا (?) نجيب السهروردي، فأغنى عن إعادته. كان المذكور شافعي المذهب، شيخا صالحا، ورعا، كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة تخرج عليه خلق كثير من الصوفية، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله. صحب عمه أبا النجيب (?) وعنه أخذ التصوف والوعظ والشيخ عبد القادر الجيلي، وانحدر الى البصرة الى الشيخ أبي محمد ابن عبدون (?) وغيرهم من الشيوخ، وحصل طرفا صالحا من الفقه والخلاف، (8 ب) وفن الأدب وعقد [مجلس] (?) الوعظ سنين وكان شيخ الشيوخ ببغداد، وكان له مجلس وعظ وعلى وعظه قبول كثير، وله نفس مبارك.
حكى بعض من حضر مجلسه أنه أنشد يوما وهو على الكرسي: [الكامل]
لا تسقني وحدي فما عوّدتني ... أني أشحّ بها على جلاسي
أنت الكريم ولا يليق تكرّما ... أن يعبر الندماء دون الكاسي
فتواجد الناس لذلك وقطعت شعور كثيرة، وتاب جمع كثير، وله تواليف حسنة منها