بثبوت النسبة، ولقب بالإمام المستنصر بالله وبايعه السلطان على كتاب الله وسنة رسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وأخذ أموال الله بحقها وصرفها في مستحقها، وبعد البيعة قلد الخليفة السلطان البلاد الإسلامية وما ينضاف اليها وما سيفتحه الله على يديه من بلاد الكفار، ثم بايع الناس الإمام على قدر طبقاتهم فتمت له الخلافة وصحت له الإمامة، وكتب السلطان الى النواب والملوك بأخذ البيعة وأن يخطب باسمه على المنابر وتنقش الصكة باسمه واسم الظاهر. ولما كان يوم الجمعة سابع عشر رجب خطب الخليفة بالناس في جامع القلعة وفي يوم الاثنين الرابع من شعبان ركب السلطان الى خيمة ضربت له بالبستان الكبير بظاهر القاهرة، ولبس الخلعة العباسية، وهي جبة (?) سوداء وعمامة (?) بنفسجية (?).
وطوق ذهب وسيف بداوي وقيد ذهب (?)، وجلس مجلسا عاما حضره السلطان والخليفة والوزير والقضاة والأمراء والشهود، وصعد القاضي فخر الدين ابن لقمان كاتب السر، منبرا نصب له، وقرأ التقليد وهو بخطه وإنشائه، ثم ركب السلطان بالخلعة والطوق (131 ب) والقيد ودخل من باب النصر وشق المدينة وقد زينت له، وحمل الصاحب بهاء الدين الوزير التقليد على رأسه قدامه راكبا والأمراء يمشون بين يديه، وكان يوما مشهودا تقصر الالسنة عن وصفه، ونسخه التقليد هذا:
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي ألبس (?) الإسلام ملابس (?) الشرف، وأظهر بهجة درره وكانت خافية بما استحكم عليها من الصدف، وشيّد ما وهى من علائه، حتى أنسي ذكر ما سلف، وقيض لنصرة ملوكا اتفق عليهم (?) من اختلف. أحمده على نعمه التي رتعت الأعين منها في الروض الأنف، والطافه التي وقف الشكر عليها فليس له عنها منصرف. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة توجب في المخاوف أمنا وتسهل من الأمور ما كان حزنا، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي جبر من الدين وهنا، و [رسوله الذي] (?) أظهر من المكارم فنونا