لا فنا، صلّى الله عليه وعلى آله الذين أضحت مناقبهم [باقية] (?) لا تفنى، وأصحابه الذين أحسنوا في الدين، فاستحقوا الزيادة من الحسنى، وسلم تسليما، وبعد فإن أولى الأولياء بتقديم ذكره، وأحقهم ان (?) يصبح القلم راكعا وساجدا في تسطير مناقبه وبره، من سعى فأضحى (?) بسعيه الحميد (?) متقدما، ودعا الى طاعته فأجاب من كان منجدا ومتهما، وما بدت يد من المكرمات إلا كان لها زندا ومعصما، ولا استباح بسيفه حمى وغنى إلا أضرمه (132 أ) نارا وأجراه دما. ولما كانت هذه المناقب الشريفة مختصة بالمقام العالي (?) المولوي السلطاني الملكي الظاهري الركني، شرفه الله وأعلاه، ذكر الديوان العزيز (?) النبوي الإمامي (?) المتنصري أعز الله سلطانه، تنويها بشريف قدره، واعترافا بصنعه الذي تنفد العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره، وكيف لا وقد أقام الدولة العباسية بعد أن أقعدتها زمانة الزمان، وأذهبت (?) ما كان لها من محاسن الاحسان، وأعتب دهرها المسيء لها فأعتب، وأرضى عنها زمانها وقد كان صال عليها صولة مغضب، فأعاده لها سلما بعد أن كان عليها حربا، وصرف إليها اهتمامه فرجع كل متضايق من أمورها (?) واسعا رحبا، ومنح أمير المؤمنين عند القدوم عليه حنوا وعطفا، وأظهر له من الولاء رغبة في ثواب الله ما لا يخفى، وأبدى من الاهتمام بأمر الشريعة والبيعة أمرا لو رامه غيره لامتنع عليه، ولو تمسك بحبله متمسك لانقطع به قبل الوصول اليه، لكن الله أدخر هذه الحسنة ليثقل بها ميزان ثوابه ويخفف بها يوم القيامة حسابه، والسعيد من خفف من حسابه، فهذه منقبة أبى الله إلا أن يخلدها في صحيفة صنعه، ومكرمة قضت لهذا البيت الشريف بجمعه بعد أن حصل الإياس من جمعه.
وأمير المؤمنين يشكر لك هذه الصنائع، ويعترف أنه لولا اهتمامك لاتسع الخرق على الراقع، وقد قلدك الديار المصرية والبلاد الشامية، والديار بكرية (132 ب) والحجازية واليمنية والفراتية وما يتجدد من الفتوحات غورا، وفوض أمر جندها ورعاياها إليك (?) حين