فارس الدين أقطاي الأتابك له: لا يتم الملك الا بدخولك الى قلعة (126 أ) الجبل، فركب هو والأمير فارس الدين والأمير بدر الدين بيسرى وبلبان الرشيدي وقلاون [الألفي] (?) وبيليك الخازندار وجماعة من خواصه، وقصدوا القلعة، فلقي في طريقه الأمير عز الدين أيدمر الحلبي نائب السلطنة عند الملك المظفر، وكان خرج للقاء أستاذه، فاعلموه بصورة الحال وحلّفوه فحلف وتقدم بين يديه الى القلعة، فلم يزل على بابها ينتظره حتى وصل اليها، فدخلها وتسلمها (?). وكانت القاهرة قد زينت لقدوم الملك المظفر والناس في فرح وسرور بعوده وكسر التتار، فلما أسفر الصبح وطلع النهار وإذا مناد ينادي: «معاشر الناس ترحموا على الملك المظفر وادعوا لسلطانكم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس»، فوجموا خوفا من عود البحرية إليهم، لما كانوا يعهدونه منهم من الجور والفساد، وكان الملك المظفر قد أحدث حوادث كثيرة لأجل تحصيل الأموال لأجل تحريك العدو، منها: تصقيع الاملاك وتقويمها، وزكاتها وعن كل انسان دينار وأخذ ثلث التركة الأهلية (?)، فبلغ ذلك في كل سنة ستمائة ألف دينار، فأبطله السلطان الملك الظاهر وكتب به توقيعا (?) قرئ على المنابر، فطابت قلوب الناس وحمدوا الله عز وجلّ وزادوا في الزينة، وقيل إنه أولا تلقب بالملك القاهر، فأشار عليه الصاحب زين الدين ابن الزبير بتغيير هذا اللقب، وقال، إنه ما لقّب به أحد فأفلح، لقّب به القاهر بن المعتضد فلم تطل مدته، ولقب به القاهر صاحب الموصل فسم، فعند ذلك (126 ب) وغيره وتلقب بالملك الظاهر (?) وهو السلطان الرابع من ملوك الترك، وصباح (?) يوم الأحد (?) سادس عشر ذي القعدة، جلس بالإيوان بقلعة الجبل وحلّف العساكر لنفسه، واستناب الأمير بدر الدين بيليك الخازندار، واستقر بالأمير فارس الدين اقطاي أتابكا على عادته، والأمير جمال الدين أقوش النجيبي استادارا والأمير عز الدين أيبك الأقرم الصالحي أمير جندار، والأمير حسام الدين لاجين الدرفيل، وبلبان الرومي دوادارية، والأمير بهاء الدين أمير آخور على عادته، ورتب في الوزارة الصاحب زين الدين يعقوب ابن الزبير (?)