وفيها رجع السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز قاصدا الديار المصرية وهو مضمر لبيبرس شرا، ونقل الصاحب عز الدين ابن شداد (?) «في الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر» أن الملك المظفر لما ملك دمشق كان عازما على التوجه الى بلاد حلب ليتفقد أحوالها، فوشى إليه واش بأنّ بيبرس البندقداري تنكر له وتغير عليه (?) وأنّه عازم على مسكه، فصرف وجهه وعزم على التوجه الى الديار المصرية مضمرا لبيبرس شرا أسره الى بعض خواصه، فاطلع عليه بيبرس وخرج من دمشق يوم الثلاثاء سادس عشري شوال. ولم تزل الضغائن والحقود في القلوب وكل منهما يحترس من صاحبه ويترقب فرصته (125 ب) الى أن أجمع رأي ركن الدين بيبرس البندقداري على قتل الملك المظفر، فاتفق مع الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي والأمير سيف الدين بهادر المعزي والأمير بدر الدين بكتوت الجوكنداري المعزي والأمير سيف الدين بيدغان الرّكني، والأمير سيف الدين بلبان الهاروني والأمير بدر الدين أنس (?) الأصبهاني. فلمّا قرب الى القصير بين الغرابي والصالحية، انحرف عن الدرب للصيد، فلما قضى وطره (?) وعاد قاصدا الى الدهليز، سايره الأمير ركن الدين وأصحابه وطلب منه امرأة من سبي التتار، فأنعم له بها فأخذ الظاهر يده ليقبلها وكانت تلك اشارة بينه وبين من اتفق معه، فلما رأوه قد قبض على يده، بادره الأمير بدر الدين [بكتوت] (?) وضربه بالسيف على عاتقه فأبانه ثم اختطفه الأمير بدر الدين أنس وألقاه عن فرسه ثم رماه الأمير بهادر المعزي بسهم أتى على روحه وقيل إن أول من ضربه الأمير ركن الدين بيبرس وهو الصحيح، وذلك في يوم السبت خامس (?) عشر ذي القعدة، ثم ساروا الى الدهليز للمشورة بينهم على من يملكوه ويسلموا (?) اليه قيادتهم فوقع اتفاقهم على الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، فتقدم الأمير فارس الدين أقطاي المستعرب، المعروف بالأتابك فبايعه وحلف له ثم بلبان الرشيدي ثم الأمراء على طبقاتهم ولقب بالملك الظاهر، ثم في الساعة الراهنة قال الأمير