والأمير ركن الدين إياجي و [الأمير] (?) سيف الدين بكرجي حجاب (?)، ورسم باحضار البحرية الذين كانوا متفرقين بطالين، وكاتب الملوك والنواب بالمملكة الشامية يخبرهم بما جدد الله تعالى له من أمر السلطنة، وطلب منهم بذل الطاعة فأجابوه (?) الملوك والنواب بالسمع والطاعة [خلا الأمير سنجر الحلبي نائب دمشق] (?). وكان بدمشق الأمير علم الدين سنجر الحلبي، وكان المظفر قد استنابه بدمشق، فلما قتل المظفر وتولى الظاهر وبلغ الأمير علم الدين ذلك رغبت نفسه في الملك، فجمع من كان عنده من الأمراء وأعيان الدولة بدمشق وألزمهم بالحلف له، فأجابه بعض الأمراء ووافقه الباقون، فلما تم له الأمر ركب بشعار السلطنة ولقب نفسه بالملك المجاهد، وكتب الى النواب بالقلاع والى المنصور بحماه، والأشرف بحمص والى العزيزية يستميلهم ويرغبم في طاعته. فأجابه بعضهم (?) وخطب له على منابر دمشق، فلما بلغ الظاهر ذلك كتب إليه (127 أ) بتقبيح فعله ويسترجعه عنه فعادت أجوبته بالمغالطة (?).
وأما ما جرى بحلب فإن المظفر كان قد استناب الملك المظفر علاء الدين بن بدر الدين [لؤلؤ] (?) صاحب الموصل، ولقبه الملك السعيد، فتوجه الى حلب وظلم أهلها وأخذ منها خمسون (?) ألف دينار، وكان المظفر قد أقطع جماعة من العزيزية والناصرية اقطاعات بالمملكة الحلبية، فلما اتصل بهم قتل المظفر، اتفقوا وقبضوا على السعيد (?) نائب حلب ونهبوا وطاقه، وكان قد برز للقاء التتار. وقدموا عليهم الأمير حسام الدين لاجين العزيزي الجوكندار (?)، فلما علم الحلبي بتوليته، كتب إليه يطلب منه المبايعة، فأبى الجوكندار أن يجيبه الى ما سأل،