يسمى علاء الدين الكازي عجمي، ومعهما فرمان الأمان، فتلقاه كبراء دمشق ونفذوا إليه مفاتيحها (?)، وعصت (?) قلعة دمشق فحاصرها التتار وألحوا عليها ورموها بعشرين منجيق على برج الطارمة، فتشقق فطلب أهلها الأمان ونزلوا منها فسكنها نائب التتار. وتسلم التتار قلعة بعلبك.
وفيها أخذ التتار نابلس وغيرها بالسيف وانقضت الدولة الناصرية من الشام، وبانقضائها انقضت الدولة الأيوبية. (120 ب) ودخل الملك الناصر البرية في نفر قليل من القيمرية وسار نحو الشوبك، فاطلع شخص يسمى حسين الكردي الطبردار عليه، فأخبر نائب التتار بأمره فأرسل من أمسكه وأرسله الى هولاكو وهو نازل على حلب، هو وولده العزيز (?). وعزم هولاكو على العود لأنه بلغه اختلاف أخوته (?)، فسأل الملك الناصر من بقي من العساكر في ديار مصر، فقال: لم يبق بها إلا نفر يسير من مماليك بيتنا وصغر أمرهم وهونه، فجرد هولاكو كتبغا نوين ومعه إثنا عشر ألف فارس وأمره أن يقيم بالشام، وعاد هولاكو واستصحب معه الملك الناصر وولده الملك العزيز. ولما سار الملك الناصر متوجها معه تذكر أوطانه فأنشد: [الطويل]
يعز علينا أن نرى ربعكم يبلى ... وكانت به آيات حسنكم تتلى
لقد مرّ لي فيه أفانين لذة ... فما كان أهنى العيش فيه وما أحلى
أأحبابنا والله ما قلت بعدكم ... لحادثة الأيام رفقا ولا مهلا
عبرت على الشهبا وفي القلب حسرة ... ومن حولها ترك يتابعهم مغلا
وقد حكموا في مهجتي حكم ظالم ... ولا ظالم إلا سيبلى كما أبلى