وأما الملك المظفر فإنه انفق في جيش مصر والشام الأموال وخرج للقاء التتار.

وفيها شمخ (?) النصارى بدمشق ورفعوا الصليب في البلد، وألزموا الناس بالقيام له من الحوانيت، ونقضوا العهد، وذلك (121 أ) في ثاني عشري رمضان، وصاحوا: «ظهر الدين الصحيح، دين المسيح».

وفيها وصل الى الملك المظفر صاحب مصر كتاب من عند هولاكو على يد كتبغا وبيدرا، نوابه، ومضمون الكتاب (?): من ملك الملوك شرقا وغربا القان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض، ورافع السماء يعلم الملك المظفر قطز، الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا الى هذا الاقليم، يتنعمون (?) بانعامه ويقتلون من كان بسلطانه (?)، بعد ذلك يعلم الملك المظفر قطز، وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، أننا جند الله في أرضه خلقنا من سخطه وسلطنا على من أحل به (?) غضبه، فسلموا إلينا أمركم (?) تسلموا قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا، وقد سمعتم أننا فتحنا (?) البلاد وقتلنا العباد، فعليكم (?) منا الهرب، ولنا خلفكم الطلب، فما لكم من سيوفنا خلاص، خيولنا سوابق [وسهامنا خوارق] (?) وسيوفنا قواطع، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، ومن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم فلكم مالنا، وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا أنفسكم بأيديكم، فقد حذّر من أنذر، وقد ثبت عندكم أننا الكفرة وثبت عندنا أنكم الفجرة، فأسرعوا إلينا بالجواب قبل أن تضرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015