وسط البحر بدمياط (?)، فكان مدة مملكة المنصور سنتين وثمان شهور وثلاثة أيام.

وفيها تولى المملكة السلطان الثالث من ملوك الترك بمصر وهو السلطان الملك المظفر قطز المعزي. تولى وجلس على سرير الملك يوم السبت [الثامن والعشرين في ذي القعدة] (?)، فلما حضر الأمراء المسافرين (?) أكثروا الكلام، فقبض على أعيانهم وهم: الأمير علم الدين سنجر [الغتمي] (?) المعظمي، والأمير عز الدين أيبك النجمي الصغير، والأمير شرف الدين قيران المعزي، والأمير سيف الدين ألدود (?)، والطواشي شبل (?) الدولة كافور اللالا (?)، والطواشي حسام الدين بلال المغيشي الجمدار، واستحلف باقي الأمراء (117 أ) والعساكر، واستقر بالأمير فارس الدين أقطاي الصالحي الصغير أتابك العساكر وفوض اليه تدبير الجيوش المنصورة، وزاد في استخدام الجند وأعطاهم وعظم أمور الدولة.

وفيها استوزر القاضي، زين الدين ابن الزبير (?).

وفيها بلغه مجيء عساكر التتار نجدة للملك الناصر صاحب الشام، فكتب إليه كتابا باتضاع وتذلل وبأيمان وعهود، أنه ليس أنا منازعا لك على الملك ولا مقاوما ولا مقاتلا وأنا نائب لك بالديار المصرية ومتى حللت بها أقعدتك على الكرسي وإن اخترتني خدمتك وما عملت هذا إلا طاعة لك، فإن أردت أن أكون أنا وعساكر الديار المصرية نجدة لك على القادم عليك جئت اليك، وإن كنت لم تأمر الى حضوري سيرت لك عساكر صحبة من اخترته أنت، يكونون بخدمتك وتحت أمرك. فلما وقف الملك الناصر على ذلك طاب قلبه قليلا وإنما ما ركن الى هذا القول.

وفيها حصل بمصر وسائر الديار المصرية زلزلة عظيمة (?).

وفيها كثرت الأراجيف بدمشق بمجيء التتار لأنهم قد قطعوا الفرات وأغاروا على بلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015